كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 22)

١٠١٩٢ - عن أسلم العدوي، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:
«أمرنا رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم أن نتصدق، ووافق ذلك مالا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، فجئت بنصف مالي، فقال لي رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، وأتى أَبو بكر بكل ما عنده، فقال له: يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، فقلت: لا أسابقك إلى شيء أبدا» (¬١).
أخرجه عَبد بن حُميد (١٤). والدَّارِمي (١٧٨٣). وأَبو داود (١٦٧٨) قال: حدثنا أحمد بن صالح، وعثمان بن أبي شيبة. و «التِّرمِذي» (٣٦٧٥) قال: حدثنا هارون بن عبد الله البزاز البغدادي.
خمستهم (عَبد بن حُميد، وعبد الله بن عبد الرَّحمَن الدَّارِمي، وأحمد بن صالح، وعثمان، وهارون) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكَين، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره (¬٢).
- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
---------------
(¬١) اللفظ لعَبد بن حُميد.
(¬٢) المسند الجامع (١٠٦٤٠)، وتحفة الأشراف (١٠٣٩٠).
والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم (١٢٤٠)، والبزار (٢٧٠)، والبيهقي ٤/ ١٨٠.
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ هِشام بن سَعد، المَدَني، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (٢١٨٣).
• حديث سالم بن عبيد، وكان من أصحاب الصفة، قال: قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، قال عمر: سيفان في غمد واحد، إذا لا يصلحان، ثم أخذ بيد أَبي بكر، فقال: من له هذه الثلاث: {إذ يقول لصاحبه} من صاحبه؟ {إذ هما في الغار} من هما؟ {إن الله معنا} مع من؟ ثم بايعه، ثم قال: بايعوا، فبايع الناس أحسن بيعة وأجملها».
سلف في مسند سالم بن عُبيد الأَشجعي، رضي الله تعالى عنه برقم (٤١٩٢).
١٠١٩٣ - عن عائشة، رضي الله عنها، زوج النبي صَلى الله عَليه وسَلم؛

⦗٤٧٤⦘
«أن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم مات وأَبو بكر بالسنح ـ قال إسماعيل: تعني بالعالية ـ فقام عمر يقول: والله، ما مات رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قالت: وقال عمر: والله، ما كان يقع في نفسي إلا ذاك، وليبعثنه الله، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، فجاء أَبو بكر، فكشف عن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقبله، قال: بأبي أنت وأمي، طبت حيا وميتا، والذي نفسي بيده، لا يذيقك الله الموتتين أبدا، ثم خرج فقال: أيها الحالف على رسلك، فلما تكلم أَبو بكر جلس عمر، فحمد الله أَبو بكر، وأثنى عليه، وقال: ألا من كان يعبد محمدا صَلى الله عَليه وسَلم فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت، وقال: {إنك ميت وإنهم ميتون}، وقال: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئًا وسيجزي الله الشاكرين}، قال: فنشج الناس يبكون، قال: واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة، في سقيفة بني ساعدة، فقالوا: منا أمير، ومنكم أمير، فذهب إليهم أَبو بكر، وعمر بن الخطاب، وأَبو عُبَيدة بن الجَراح، فذهب عمر يتكلم فأسكته أَبو بكر، وكان عمر يقول: والله، ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبني، خشيت أن لا يبلغه أَبو بكر، ثم تكلم أَبو بكر، فتكلم أبلغ الناس، فقال في كلامه: نحن الأمراء، وأنتم الوزراء، فقال حباب بن المنذر: لا، والله لا نفعل، منا أمير ومنكم أمير، فقال أَبو بكر: لا، ولكنا الأمراء، وأنتم الوزراء، هم أوسط العرب دارا، وأعربهم أحسابا، فبايعوا عمر، أو أبا عبيدة، فقال عمر: بل نبايعك أنت، فأنت سيدنا وخيرنا، وأحبنا إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فأخذ عمر بيده فبايعه، وبايعه الناس، فقال قائل: قتلتم سعد بن عبادة، فقال عمر: قتله الله» (¬١).
---------------
(¬١) اللفظ للبخاري.

الصفحة 473