كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 22)

١٠٢٠٤ - عن أسلم العدوي، قال: خرجت مع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى السوق، فلحقت عمر امرأة شابة، فقالت: يا أمير المؤمنين، هلك زوجي، وترك صبية صغارا، والله، ما ينضجون كراعا، ولا لهم زرع ولا ضرع، وخشيت أن تأكلهم الضبع، وأنا بنت خفاف بن إيماء الغِفاري، وقد شهد أبي الحُدَيبيَة مع النبي صَلى الله عَليه وسَلم فوقف معها عمر ولم يمض، ثم قال: مرحبا بنسب قريب، ثم انصرف إلى بعير ظهير، كان مربوطا في الدار، فحمل عليه غرارتين ملأهما طعاما، وحمل بينهما نفقة وثيابا، ثم ناولها بخطامه، ثم قال: اقتاديه، فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير، فقال رجل: يا أمير المؤمنين، أكثرت لها، قال عمر: ثكلتك أمك، والله، إني لأرى أبا هذه، وأخاها، قد حاصرا حصنا زمانا، فافتتحاه، ثم أصبحنا نستفيء سهمانهما فيه.
أخرجه البخاري ٥/ ١٥٨ (٤١٦٠ و ٤١٦١) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثني مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره (¬١).
---------------
(¬١) المسند الجامع (١٠٦٦٥)، وتحفة الأشراف (١٠٣٩٣).
والحديث؛ أخرجه ابن زنجويه في «الأموال» (٩٣٨)، والبيهقي ٦/ ٣٥١.
١٠٢٠٥ - عن شريح بن عبيد، وراشد بن سعد، وغيرهما، قالوا: لما بلغ عمر بن الخطاب سرغ، حدث أن بالشام وباء شديدا، قال: بلغني أن شدة الوباء في الشام، فقلت: إن أدركني أجلي وأَبو عُبَيدة بن الجَراح حي استخلفته، فإن سألني الله: لم استخلفته على أمة محمد صَلى الله عَليه وسَلم؟ قلت: إني سمعت رسولك صَلى الله عَليه وسَلم يقول:
«إن لكل نبي أمينا، وأميني أَبو عُبَيدة بن الجَراح».
فأنكر القوم ذلك، وقالوا: ما بال عليا قريش؟ يعنون بني فهر، ثم قال: فإن أدركني أجلي، وقد توفي أَبو عبيدة، استخلفت معاذ بن جبل، فإن سألني ربي، عز وجل: لم استخلفته؟ قلت: سمعت رسولك صَلى الله عَليه وسَلم يقول:
«إنه يحشر يوم القيامة بين يدي العلماء نبذة».

⦗٤٨٩⦘
أخرجه أحمد (١٠٨) قال: حدثنا أَبو المغيرة، وعصام بن خالد، قالا: حدثنا صفوان، عن شريح بن عبيد، وراشد بن سعد، وغيرهما، فذكروه (¬١).
---------------
(¬١) المسند الجامع (١٠٦٤٩)، وأطراف المسند (٦٥٦٨)، ومَجمَع الزوائد ٩/ ١٥٥.
والحديث؛ أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» ٢٥/ ٤٦٠.

الصفحة 488