كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 22)

ثم قال: ويحك، والله ما أعلمه بقي من الناس أحد هو أحق بذلك منه، وسأحدثك عن ذلك؛
«كان رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم لا يزال يسمر عند أَبي بكر الليلة كذاك، في الأمر من أمر المسلمين، وإنه سمر عنده ذات ليلة، وأنا معه، فخرج رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وخرجنا معه، فإذا رجل قائم يصلي في المسجد، فقام رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يستمع قراءته، فلما كدنا أن نعرفه، قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد، قال: ثم جلس الرجل يدعو، فجعل رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يقول له: سل تعطه، سل تعطه، قال عمر: قلت: والله، لأغدون إليه فلأبشرنه، قال: فغدوت إليه لأبشره، فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره، ولا والله، ما سبقته إلى خير قط إلا سبقني إليه» (¬١).
- وفي رواية: «من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن مسعود» (¬٢).
• وأخرجه النَّسَائي في «الكبرى «(٨٢٠٠) قال: أخبرنا أَبو صالح المكي، قال: حدثنا فضيل، وهو ابن عياض، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، وخيثمة، عن قيس بن مروان؛ جاء رجل إلى عمر، فقال عمر: من أين جئت؟ قال: من العراق، وتركت بها رجلا يملي المصحف عن ظهر قلبه، قال: ومن هو؟ قال: ابن مسعود، قال: ما في الناس أحد أحق بذلك منه، ثم قال: أحدثك عن ذلك؛
«سمرنا مع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في بيت أَبي بكر، فخرجنا، فسمعنا قراءة رجل

⦗٤٩٥⦘
في المسجد، فتسمع، فقيل: رجل من المهاجرين يصلي، قال: سل تعطه، ثلاثا، ثم قال: من أراد أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل، فليقرأ كما يقرأ ابن أم عبد» (¬٣).
---------------
(¬١) اللفظ لأحمد (١٧٥).
(¬٢) اللفظ للنسائي (٨١٩٨).
(¬٣) المسند الجامع (١٠٦٥٢)، وتحفة الأشراف (١٠٦١١ و ١٠٦٢٨)، وأطراف المسند (٦٦٣٩ و ٦٦٤٧ و ٧٨٠٤)، والمقصد العَلي (١٤٠١)، ومَجمَع الزوائد ٩/ ٢٨٧، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (٤٢٣٥ و ٦٨٨٣).
والحديث؛ أخرجه البزار (٣٢٧)، والطبراني (٨٤٢٠: ٨٤٢٢)، والبيهقي ١/ ٤٥٢ و ٤٥٣.

الصفحة 494