كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 22)

فقالت: يا رسول الله، قد والله، سمعت تسليمك، ولكني أردت أن تزيدنا من سلامك، فقال لها رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم خيرا، وقال: أين أَبو الهيثم، ما أراه؟ قالت: هو قريب، ذهب يستعذب لنا من الماء، ادخلوا فإنه يأتي الساعة، إن شاء الله، فبسطت لهم بساطا تحت شجرة، فجاء أَبو الهيثم، وفرح بهم وقرت عينه بهم، وصعد على نخلة فصرم لهم عذقا، وقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: حسبك يا أبا الهيثم، قال: يا رسول الله، تأكلون من بسره، ومن رطبه، ومن تذنوبه، ثم أتاهم بماء فشربوا عليه، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: هذا من النعيم الذي تسألون عنه، وقام أَبو الهيثم ليذبح لهم شاة، فقال له رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: إياك واللبون، وقامت أم الهيثم تعجن لهم وتخبز، ووضع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وأَبو بكر، وعمر، رؤوسهم للقائلة، فانتبهوا وقد أدرك طعامهم، فوضع الطعام بين أيديهم، وأكلوا وشبعوا، وحمدوا الله، عز وجل، وردت عليهم أم الهيثم بقية الأعذاق، فأكلوا من رطبه، ومن تذنوبه، فسلم عليهم رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ودعا لهم».
أخرجه أَبو يَعلى (٢٥٠) قال: حدثنا زكريا بن يحيى, حدثنا عبد الله بن عيسى, حدثنا يونس بن عبيد, عن عكرمة, عن ابن عباس, فذكره (¬١).
---------------
(¬١) المقصد العَلي (٢٠٢٩)، ومَجمَع الزوائد ١٠/ ٣١٦، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (٧٣٥٦)، والمطالب العالية (٣١٥٣).
والحديث؛ أخرجه البزار (٢٠٥)، والطبراني ١٩/ (٥٦٨).

الصفحة 520