كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 22)
[(¬1) ولقد حكى لي المجد] في حران سنة ثلاث عشرة [وست مئة، ] (¬2) قال: رأيتُ بين يدي القاضي علاء الدين الكردي قاضي قضاة الأشرف دواةً كانت لي أخذت مني في المصادرة، قيمتها ألف دِرْهم، وهي مكفتة بالذهب والفضَّة، فقلت له: أنت قاضي المُسْلمين، وتدَّعي الورع، كيف تستحلُّ تكتب في دواة غصب، وهي مكفتة بالذهب؟ ! فقال لي: السُّلْطان أعطاني إياها. فقلتُ: أعطاك مالي. فقال: ما يلزمني البحث عن هذا.
وكانت وفاة المجد بدمشق، ودفن بتربته التي أنشأها بقاسيون، ووقف عليها وقفًا، وأوصى بكتبه تكون بها.
المهذَّب بنُ الدَّخْوار، الطَّبيب (¬3)
كان حاذقًا بعِلْم الطِّبّ، وما كان يرى في الدُّنيا غيره، وتقدَّم على الأطباء بدمشق، ومات بستة أمراض مختلفة، منها ريح اللقوة، ووقف داره وكتبه على الأطباء، ووقف عليها وقفًا، [وكان فاضلًا في علم الطب، وكان عاقلًا، يُقرَأ عليه الطب، وكان له بدمشق دار بظاهرها بستان، فوقف داره على من يقرأ فيها الطب، ووقف البستان عليها، ] (2)، ودفن بقاسيون عند تربة بدر الدين الشحنة، [شرقي قاسيون] (2).
العماد المَحَلَّي، الفقيه الشَّافعي (¬4)
كان مقيمًا بالمدرسة الأمينية، وقيل: اسمه حسام بن غُزِّي بن يونس، [وإنما اشتهر بالعماد] (2).
وكان فاضلًا، حافظًا للحكايات والأشعار والنَّوادر، وكان لا يأكل لأحدٍ شيئًا، وإذا حضر وليمة كان زاده في كُمِّه ولو أنه عند السُّلْطان، وكان على وسطه ألفُ دينار لا تفارقه [أبدًا] (2).
¬__________
(¬1) في (ح): قال المصنف، فحكى لي في حران ... ، والمثبت ما بين حاصرتين من (ش).
(¬2) ما بين حاصرتين من (ش).
(¬3) هو عبد الرَّحيم بن علي بن حامد الدمشقي، له ترجمة في "المذيل على الروضتين": 2/ 21 - 22، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(¬4) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: 3/ 303، و"المذيل على الروضتين": 2/ 24 - وفيهما وفاته سنة (629 هـ) -وهو الصحيح- وفي "المذيل" تتمة مصادر ترجمته.