كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 22)

السنة الثانية والثلاثون وست مئة
فيها شَرَعَ الأشرف في بناء خان الزنجاري الذي بالعُقَيبة [مسجدًا] (¬1)، وكان خانًا مشهورًا بالفجور والخواطئ وشُرْب الخمر. [فسبحان من بدَّل ذاك المكان بالذكر والصلوات وقراءة القرآن] (¬2).
وفيها خرجت عساكر الروم نحو آمد، فأقاموا عليها أيامًا، ثم نزلوا السُّوَيداء، فأخذوها، وقيل: في هذه السَّنة أخذوا الرُّها وحرَّان والرَّقَّة، ونزل إليهم صاحبُ مارِدِين، وأخذوا من الأموال ما لا يحصى.
وفيها توفي

[شهاب الدين] (¬3) عبد السَّلام بن المُطَهَّر
ابن عبد الله بن محمد بن أَبي عَصْرون (3).
وكان فقيهًا، فاضلًا، زاهدًا، عابدًا إلا أَنَّه كان مغرًى بالنِّكاح، [فبلغني عنه أنه] (2) كان عنده نيفٌ وعشرون جارية للفراش مع علوِّ السن، [(¬4) وقيل: إنهن] كُنَّ سببًا لأمراض اعترته مختلفة، أورثته يَبَسًا استولى عليه، فأتلفه، [وصلي عليه بجامع الجبل، ] (¬5)، ودفن بقاسيون، وهو والد قطب الدين وتاج الدين. [وقيل: مات في السنة المتقدمة] (2).

صواب مقدَّم عَسْكر العادل (¬6)
الذي أسره الروم، وكان خادمًا، عاقلًا، شجاعًا، جَوَادًا، وكان العادل والكامل يعتمدان عليه، وكان حاكمًا على الشرق.
¬__________
(¬1) سمي جامع التوبة، وما بين حاصرتين من (ش).
(¬2) ما بين حاصرتين من (ش).
(¬3) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: 3/ 382، و"المذيل على الروضتين": 2/ 31، وفيه تتمة مصادر ترجمته، وقد سلف ذكره في السنة السالفة.
(¬4) في (ح): وهن كنّ سببًا ... ، والمثبت ما بين حاصرتين من (ش).
(¬5) في (ح): "وتوفي بدمشق، وصلي عليه بجامعها، ودفن بقاسيون"، والمثبت ما بين حاصرتين من (ش).
(¬6) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: 3/ 397، "تاريخ الإسلام": (وفيات سنة 632 هـ) و"نزهة الأنام": 97، و"النجوم الزاهرة": 6/ 287، "شذرات الذهب": 5/ 149.

الصفحة 335