كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 22)
وفيها توفي
إبراهيم بن شيركوه (¬1)
الملك المنصور، صاحب حمص.
كان شجاعًا، مِقْدامًا، موافقًا للصَّالح إسماعيل، ومصاهرًا له، ثم أَلْفَتَهُ عنه الصَّالحُ أيوب، وقدم دمشق، فنزل ببستان سامة، وأحدثني جماعة من الدماشقة أنه] (¬2) عامل على دمشق، ولو عاش أيامًا لأخذها، فمرض، وحُمِلَ إلى النَّيرب، فنزل ببستان الأشرف، فتوفي به يوم الأربعاء حادي عشر صفر، وحمل في تابوت إلى حِمْص، فكانت ولايتُه بعد وفاة [أبيه] (2) عشر سنين، وقام بعده ولده الأشرف موسى، وأقام بها سنتين وشهورًا، وأُخذت منه.
بركة خان الخُوارَزمي (¬3)
أحد الخانات الأربعة، كان أصلحهم في الميل إلى الخير والرِّفْق بالنَّاس، وكان الصَّالح أيوب قد صاهره، وأحسن إليه، وجرى منه عليه ما جرى، ولما قُتِلَ انحلَّ نظام الخوارزمية، [(¬4) وأمنت البلاد والعباد.
وحكى لي شمس الدين لؤلؤ لما أخذوا دمشق في سنة ثمان وأربعين وست مئة، وكان يزورني، زارني يومًا، فحكى لي حديث بركة خان، قال: ] لما التقينا على حِمْص رأيتُ الخُوارَزْمية خَلْقًا عظيمًا، وكُنَّا بالنسبة إليهم كالشَّامة السَّوداء في الثور الأبيض، فقال لي غِلْماني: أيُّما أحبُّ إليك: نأخذ بركة خان أسيرًا، أو نحمل رأسه إليك؟ [قال] (2) فقلتُ: رأسه. كأَنَّ الله أنطقني، والتقينا، فلما كان بعد ساعةٍ، وإذا بواحدٍ من
¬__________
(¬1) له ترجمة في "وفيات الأعيان": 2/ 481، و"المذيل على الروضتين": 2/ 79، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(¬2) ما بين حاصرتين من (ش).
(¬3) له ترجمة في "نزهة الأنام" لابن دقماق: ص 171 - 172، و"النجوم الزاهرة": 6/ 356 - 357.
(¬4) في (ت): وقال شمس الدين لؤلؤ: لما التقينا، والمثبت ما بين حاصرتين من (ش).