كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 22)
ببعض ما قالت لعائشة، ولم يُخبرها بعملها أجمع، فذلك قوله: {عَرَّفَ} النبي - صلى الله عليه وسلم - {بَعْضَهُ} بعض الحديث، {وأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} الحديث بأنّ أبا بكر وعمر يملكان بعده، {فَلَمّا نَبَّأَها} النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - به بما أفشَتْ عليه قالت حفصة للنبي - صلى الله عليه وسلم -: {مَن أنْبَأَكَ هَذا} الحديث. {قالَ} النبي - صلى الله عليه وسلم -: {نَبَّأَنِيَ} يعني: أخبَرني {العَلِيمُ} بالسّرّ، {الخَبِيرُ} به (¬١). (ز)
٧٧٦٠٣ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {وإذْ أسَرَّ النَّبِيُّ إلى بَعْضِ أزْواجِهِ حَدِيثًا} قوله لها: لا تذكريه. {فَلَمّا نَبَّأَتْ بِهِ وأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ بِهِ وأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} وكان كريمًا عليه، {فَلَمّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَن أنْبَأَكَ هَذا} ولم تشكّ أنّ صاحبتها أخبَرتْ عنها، {قالَ نَبَّأَنِيَ العَلِيمُ الخَبِيرُ} (¬٢). (ز)
{إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}
قراءات:
٧٧٦٠٤ - عن مجاهد: أنها في قراءة عبد الله [بن مسعود]: (إن تَتُوبَآ إلى اللهِ فقَدْ زاغْتْ قُلُوبُكُما) (¬٣). (١٤/ ٥٨٠)
نزول الآية:
٧٧٦٠٥ - عن عمر بن الخطاب -من طريق عبد الله بن عباس- قال: لَمّا اعتزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - نساءَه دخَلتُ المسجد، فإذا الناس يَنكُتُون بالحصى، ويقولون: طلَّق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه. وذلك قبل أن يُؤمر بالحجاب، فقال عمر: فقلت: لأَعلمنَّ ذلك اليوم. فدخلتُ على عائشة، فقلتُ: يا بنت أبي بكر، أقد بلغ من شأنكِ أن تؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! فقالت: ما لي وما لكَ، يا ابن الخطاب، عليك بِعَيْبَتِكَ. قال: فدخلتُ على حفصة بنت عمر، فقلتُ لها: يا حفصة، أقد بلغ من شأنكِ أن تؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! واللهِ، لقد علمتُ أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يُحبّكِ، ولولا أنا
---------------
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٣٧٦ - ٣٧٧. وفي تفسير الثعلبي ٩/ ٣٤٦ بنحوه عن مقاتل دون تعيينه.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ٢٣/ ٩٢ - ٩٣.
(¬٣) تفسير مجاهد ص ٦٦٥، وأخرجه ابن جرير ٢٣/ ٩٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن علي بن أبي طالب، والأعمش. انظر: مختصر ابن خالويه ص ١٥٩.
الصفحة 24
808