{فَكَذَّبَ وَعَصَى (٢١) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (٢٢)}
٨١٣٠١ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {ثُمَّ أدْبَرَ يَسْعى}، قال: يَعمل بالفساد (¬١) [٧٠٢٤]. (١٥/ ٢٢٩)
٨١٣٠٢ - عن الربيع بن أنس، في قوله: {ثُمَّ أدْبَرَ يَسْعى}، قال: أدبَر عن الحق، وسعى يَجمع (¬٢). (١٥/ ٢٣١)
٨١٣٠٣ - قال مقاتل بن سليمان: قال: {فَكَذَّبَ وعَصى} وزعم أنه ليس مِن الله - عز وجل -، {وعَصى} فقال: إنه سِحرٌ، وعصى أيضًا، يعني: استعصى عن الإيمان، ثم قال: {ثُمَّ أدْبَرَ} عن الحقّ، {يَسْعى} يعني: في جمْع السّحرة، فهو قوله: {فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثم أتى} [طه: ٦٠] به (¬٣). (ز)
٨١٣٠٤ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج، في قوله: {ثُمَّ أدْبَرَ يَسْعى}، قال: ليس بالشدّ، يَعمل بالفساد والمعاصي (¬٤). (١٥/ ٢٣١) (١٥/ ٢٣١)
٨١٣٠٥ - قال مالك بن أنس: وإنما السعي في كتاب الله العمل والفعل، {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ وذَرُوا البَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: ٩]، يقول الله -تبارك وتعالى-: {وإذا تَوَلّى سَعى فِي الأَرْضِ} [البقرة: ٢٠٥]، وقال تعالى: {وأَمّا مَن جاءَكَ يَسْعى وهُوَ يَخْشى} [عبس: ٨ - ٩]، وقال: {ثُمَّ أدْبَرَ يَسْعى}، وقال: {إنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتّى} [الليل: ٤]. قال مالك: فليس السعي الذي ذَكر الله في كتابه بالسعي على الأقدام، ولا الاشتداد، وإنما عَنى: العمل، والفعل (¬٥) [٧٠٢٥]. (ز)
---------------
[٧٠٢٤] لم يذكر ابنُ جرير (٢٤/ ٨٣) غير قول مجاهد.
[٧٠٢٥] أفادت آثار السلف أنّ قوله: {أدبر يسعى} مراد به: الإعراض عن الحق والإيمان. وقد ذكر هذا ابنُ عطية (٨/ ٥٣١)، وزاد قولًا آخر، فقال: «وقال بعض المفسرين: {أدبر يسعى} حقيقةً؛ قام من موضعه موليًا فارًّا بنفسه عن مجالسة موسى - عليه السلام -».
_________
(¬١) تفسير مجاهد ص ٧٠٣ بنحوه، وأخرجه ابن جرير ٢٤/ ٨٣، والفريابي -كما في فتح الباري ٨/ ٦٩٠ - . وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.
(¬٢) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٥٧٧.
(¬٤) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(¬٥) موطأ مالك (ت: د. بشار عواد) ١/ ١٦٣ (٢٨٦). وتقدم ذكره في سورتي البقرة والجمعة.