كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 22)

{وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (٣٦)}
٨١٣٨٨ - قال مقاتل بن سليمان: {وبُرِّزَتِ الجَحِيمُ لِمَن يَرى} لأنّ الخَلْق يومئذ يُبصرونها؛ فمن كان منها أعمى في الدنيا فهو يومئذ يُبصِر (¬١). (ز)

٨١٣٨٩ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج، في قوله: {وبُرِّزَتِ الجَحِيمُ لِمَن يَرى}، قال: لِمَن ينظر (¬٢). (١٥/ ٢٣٥)


{فَأَمَّا مَنْ طَغَى (٣٧) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٣٨) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (٣٩)}
نزول الآية:
٨١٣٩٠ - قال مقاتل بن سليمان: قال: {فَأَمّا مَن طَغى وآثَرَ الحَياةَ الدُّنْيا} نزلت هذه الآية في النَّضر بن الحارث بن عَلقمة بن كلدة، وفي حبيب بن عبد ياليل، وأُمَيّة بن خلف الجُمحيّ، وعُتْبة وعُتيبة ابني أبي لهب، فهؤلاء كفار، ومنهم مُصعب وأبو [الروم] ابنا عمير، وذلك أنهم وجدوا جزورًا في البَريّة، ضلَّتْ مِن الأعراب، فنَحروها، وجعلوا يَقتسِمونها بينهم، فأصاب مُصعب وأبو [الروم] سهمين، ثم إنّ مُصعب ذكر مَقامه بين يدي ربّ العالمين، فخاف أن يُحاسبه الله تعالى يوم القيامة، فقال: إنّ سهمي وسهم أخي هو لكم. فقال له عند ذلك أُمَيّة بن خلف: ولِمَ؟ قال: إني أخاف أن يُحاسبني الله به. فقال له أُمَيّة بن خلف: هاته، وأنا أحمل عنك هذا الوزر عند إلهك في الآخرة، وفشَتْ تلك المقالة في قريش في أمْر مُصعب؛ فأَنزَل الله تعالى: {فَأَمّا مَن طَغى} (¬٣). (ز)

تفسير الآية:
٨١٣٩١ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {فَأَمّا مَن طَغى}،
---------------
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٥٧٩.
(¬٢) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٥٧٩ - ٥٨٠.

الصفحة 689