٨١٣٩٢ - قال مقاتل بن سليمان: {فَأَمّا مَن طَغى} الثابت على الشّرك، {وآثَرَ الحَياةَ الدُّنْيا} على الآخرة، ولم يَخفِ الله ولا حسابه؛ فأكل الحرام، {فَإنَّ الجَحِيمَ هِيَ المَأْوى} (¬٢). (ز)
{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (٤١)}
٨١٣٩٣ - قال مقاتل بن سليمان: ثم ذكر مُصعب -قُتِل يوم أُحد- وأبا [الروم] ابني عمير بن هشام بن عبد مناف بن عبد الدار بن قُصيّ، فقال: {وأَمّا مَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ} يقول: مَقام ذلك اليوم بين يدي ربّه، {ونَهى النَّفْسَ عَنِ الهَوى} يقول: قدر على معصيته، فانتهى عنها مخافة حساب ذلك اليوم، {فَإنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوى} نظيرها في النّجم (¬٣) [٧٠٣٢]. (ز)
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (٤٢)}
نزول الآية:
٨١٣٩٤ - عن عبد الله بن عباس، قال: إنّ مشركي أهل مكة سألوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: متى الساعة؟ استهزاءً منهم؛ فأَنزَل الله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أيّانَ مُرْساها} يعني: مجيئها (¬٤). (١٥/ ٢٣٦)
---------------
[٧٠٣١] لم يذكر ابنُ جرير (٢٤/ ٩٨) غير قول مجاهد.
[٧٠٣٢] أفاد قول مقاتل أنّ قوله: {مقام ربه} معني به: مقامه بين يديه يوم لقائه.
وقد ذكر ذلك ابنُ القيم (٣/ ٢٥٤)، وعلّق عليه بقوله: «وهو من باب إضافة المصدر إلى المخوف». وذكر قولًا آخر أنّ المراد بالمقام هنا هو «مقام الربّ على عبده بالاطلاع والقدرة والربوبية». وعلّق عليه قائلًا: «فعلى هذا القول يكون من باب إضافة المصدر إلى الفاعل». ورجّح الأول بقوله: «وهو الأليق بالآية». ولم يذكر مستندًا.
_________
(¬١) تفسير مجاهد ص ٧٠٤، وأخرجه ابن جرير ٢٤/ ٩٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٥٧٩ - ٥٨٠.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٥٨٠. يشير إلى قوله تعالى: {عِنْدَها جَنَّةُ المَأْوى} [النجم: ١٥].
(¬٤) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه.
قال السيوطي: «سند ضعيف».