كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 22)

عبد الله بن أُمّ مكتوم، فعَبس في وجهه وتولّى، وكان يتصدّى لأُميّة بن خلف؛ فقال الله: {أمّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدّى} (¬١). (١٥/ ٢٤٢)

٨١٤٥٢ - قال مقاتل بن سليمان: فـ {أمّا مَنِ اسْتَغْنى} عن الله في نفسه، يعني: أُميّة بن خلف، {فَأَنْتَ لَهُ تَصَدّى} يعني: تدعو، وتُقبل بوجهك (¬٢). (ز)

٨١٤٥٣ - عن سفيان [الثوري]-من طريق مهران- {أمّا مَنِ اسْتَغْنى}، قال: نزلت في العباس (¬٣). (ز)


{وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (٧)}
٨١٤٥٤ - قال مقاتل بن سليمان: {وما عَلَيْكَ ألّا يَزَّكّى} يقول: وما عليك ألا يؤمن ولا يصلح ما قد أفسد هؤلاء النّفر (¬٤). (ز)


{وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (٨)}
٨١٤٥٥ - قال مقاتل بن سليمان: {وأَمّا مَن جاءَكَ يَسْعى} في الحَرّ (¬٥). (ز)

٨١٤٥٦ - قال مالك بن أنس: وإنما السعيُ في كتاب الله العمل والفعل، {فَإذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ واذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة: ١٠]، يقول الله -تبارك وتعالى-: {وإذا تَوَلّى سَعى فِي الأَرْضِ} [البقرة: ٢٠٥]، وقال تعالى: {وأَمّا مَن جاءَكَ يَسْعى وهُوَ يَخْشى}، وقال: {ثُمَّ أدْبَرَ يَسْعى} [النازعات: ٢٢]، وقال: {إنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتّى} [الليل: ٤]. قال مالك: فليس السعي الذي ذكر الله في كتابه بالسعي على الأقدام، ولا الاشتداد، وإنما عنى: العمل والفعل (¬٦) [٧٠٣٤]. (ز)
---------------
[٧٠٣٤] ذكر ابنُ عطية (٨/ ٥٣٧) أنّ معنى: {يسعى} في الآية «أي: يمشي، وقيل المعنى: يَسْعى في شؤونه وأمر دينه وتقرّبه منك، وهو يَخْشى الله تعالى».
_________
(¬١) أخرجه سعيد بن منصور -كما في فتح الباري ٨/ ٦٩٢ - مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٥٩٠.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ٢٤/ ١٠٧.
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٥٩٠.
(¬٥) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٥٩٠.
(¬٦) موطأ مالك (ت: د. بشار عواد) ١/ ١٦٣ (٢٨٦).

الصفحة 702