٨١٦٩٣ - عن عامر الشعبي -من طريق داود- {وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، قال: زُوّج الروح بالجسد، وأُعيدت الأرواح في الأجساد (¬١). (١٥/ ٢٦٦)
٨١٦٩٤ - عن الحسن البصري -من طريق عوف- {وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، قال: أُلحِق كلُّ امرئٍ بشِيعته (¬٢). (ز)
٨١٦٩٥ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، قال: أُلْحِقَ كلُّ إنسان بشيعته؛ اليهود باليهود، والنصراني بالنصراني (¬٣). (١٥/ ٢٦١)
٨١٦٩٦ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- {وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، قال: أشكالهم (¬٤). (ز)
٨١٦٩٧ - قال عطاء [بن أبي رباح]: {وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} زُوِّجتْ نفوس المؤمنين بالحُور العين، وقُرنتْ نفوس الكافرين بالشياطين (¬٥). (ز)
٨١٦٩٨ - عن محمد بن السّائِب الكلبي، {وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، قال: زُوِّج المؤمنون الحُورَ العين، والكفارُ الشياطينَ (¬٦). (١٥/ ٢٦٦)
٨١٦٩٩ - قال مقاتل بن سليمان: {وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} أُزوجتْ أنفس المؤمنين مع الحُور العين، وأُزوجتْ أنفس الكافرين مع الشياطين، يعني: ابن آدم وشيطانه مقرونًا في السلسلة الواحدة زوجان. نظيرها في سورة الصافات [٢٢] قوله - عز وجل -: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وأَزْواجَهُمْ} يعني: قرناءهم (¬٧) [٧٠٥٧]. (ز)
---------------
[٧٠٥٧] اختُلف في قوله: {وإذا النفوس زوجت} على أقوال: الأول: أُلحِق كلّ إنسان بشكله، وقُرِن بين الضرباء والأمثال. الثاني: عني بذلك: أنّ الأرواح رُدَّتْ إلى الأجساد، فزُوِّجتْ بها، أي: جُعلتْ لها زوجًا. الثالث: زُوِّجتْ أنفس المؤمنين الحُور العين، وأنفس المشركين الشياطين.
وعلّق ابنُ عطية (٨/ ٥٤٧) على القول الأول بقوله: «وفي الآية على هذا حضٌّ على دليل الخير، فقد قال - عليه السلام -: «المرء مع من أحب». وقال: «فلينظر أحدكم مَن يُخالِل». وقال الله تعالى: {الأَخِلّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إلّا المُتَّقِينَ} [الزخرف: ٦٧]».
ورجّح ابنُ جرير (٢٤/ ١٤٤) -مستندًا إلى النظائر- القول الأول، وهو قول عمر وغيره، فقال: «وأولى التأويلين في ذلك بالصحة: الذي تأوله عمر بن الخطاب?؛ للعلّة التي اعتل بها، وذلك قول الله -تعالى ذِكره-: {وكُنْتُمْ أزْواجًا ثَلاثَةً} [الواقعة: ٧]، وقوله: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وأَزْواجَهُمْ} [الصافات: ٢٢]، وذلك لا شك الأمثال والأشكال في الخير والشر، وكذلك قوله: {وإذا النفوس زوجت} بالقرناء والأمثال في الخير والشر».
ولم يذكر ابنُ القيم (٣/ ٢٥٦ - ٢٥٧) غير القول الأول والثالث، ورجّح الأول مستندًا إلى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يحب المرء قومًا إلا حُشِر معهم». ثم علّق على القول الثالث بقوله: «وهو راجع إلى القول الأول».
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ٢٤/ ١٤٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ٢٤/ ١٤٣. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٥/ ٩٩ - بنحوه.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ٢٤/ ١٤٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.
(¬٤) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٣٥٠.
(¬٥) تفسير البغوي ٨/ ٣٤٧.
(¬٦) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(¬٧) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٦٠١.