قراءات:
٨١٧٠٠ - عن أبي الضُّحى مُسلم بن صُبيح -من طريق الأعمش- أنه قرأ: (وإذا المَوْءُودَةُ سَأَلَتْ)، قال: طلبتْ قاتلَها بدمائها (¬١). (١٥/ ٢٦٧)
٨١٧٠١ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {وإذا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ}، قال: هي في بعض القراءة: (سَأَلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلْتُ) (¬٢) [٧٠٥٨]. (١٥/ ٢٦١)
---------------
[٧٠٥٨] ذكر ابنُ جرير (٢٤/ ١٤٥، ١٤٧ - ١٤٨) قراءة: (سَأَلَتْ)، ووجّهها، فقال: «قرأه أبو الضُّحى مُسلم بن صُبيح: (وإذا المَوْءُودَةُ سَأَلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلْتُ) بمعنى: سألت الموءودة الوائدين: بأي ذنب قتلوها». ثم علّق عليها قائلًا: «ولو قرأ قارئ ممن قرأ: (سَأَلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلْتُ) كان له وجه، وكان يكون معنى ذلك مَن قرأ: {بأي ذنب قتلت} غير أنه إذا كان حكاية جاز فيه الوجهان». ووجّه قراءة {سُئلت} بقوله: «وقرأ ذلك بعض عامة قراء الأمصار: {وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت} بمعنى: سُئلت الموءودة بأي ذنبٍ قُتلتْ، ومعنى {قتلت} قُتلتْ غير أنّ ذلك ردٌّ إلى الخبر على وجه الحكاية على نحو القول الماضي قبل، وقد يتوجه معنى ذلك إلى أن يكون: وإذا الموءودة سألتْ قَتَلتَها ووائديها، بأي ذنبٍ قتلوها؟ ثم ردّ ذلك إلى ما لم يُسمّ فاعله، فقيل: بأي ذنبٍ قُتلتْ».
وعلّق عليها ابنُ عطية (٨/ ٥٤٨) بقوله: «وهذا على وجه التوبيخ للعرب الفاعلين ذلك؛ لأنها تسأل ليصير الأمر إلى سؤال الفاعلين، ويحتمل أن تكون مسؤولًا عنها مطلوبًا الجواب منهم. كما قال تعالى: {إن العهد كان مسؤلا} [الإسراء: ٣٤]، وكما سُئل التراث والحقوق».
ثم رجّح ابنُ جرير قراءة: {سئلت} مستندًا إلى إجماع الحجة من القراء، فقال: «وأولى القراءتين في ذلك عندنا بالصواب قراءة مَن قرأ ذلك {سُئلت} بضم السين {بأي ذنب قتلت} على وجه الخبر؛ لإجماع الحجّة من القراء عليه».
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ٢٤/ ١٤٥. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن علي بن أبي طالب، وابن مسعود، وابن عباس، وغيرهم. انظر: مختصر ابن خالويه ص ١٦٩.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ٢٤/ ١٤٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.