كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 22)

٨١٨٠٨ - عن عامر الشعبي -من طريق عطاء- قال: ما رأى جبريلُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في صورته إلا مرة واحدة، وكان يأتيه في صورة رجل يُقال له: دِحية، فأتاه يوم رآه في صورته قد سَدّ الأُفُق كلّه، عليه سُندسٌ أخضر مُعلّق الدُّر؛ فذلك قول الله: {ولَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ المُبِينِ} (¬١). (ز)

٨١٨٠٩ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- {ولَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ المُبِينِ}، قال: كُنّا نحدّث: أنه الأُفُق الذي يجيء منه النهار. وفي لفظ: أنّ الأُفُق من حيث تطلع الشمس (¬٢) [٧٠٦٤]. (١٥/ ٢٧٤)

٨١٨١٠ - قال مقاتل بن سليمان: {ولَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ المُبِينِ}، يعني: مِن قِبل المطلع، وذلك أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رأى جبريل - عليه السلام - في صورته مِن قِبل المشرق بجبال مكة قد ملأ الأفق؛ رجلاه في الأرض، ورأسه في السماء، وجناح له مِن قِبل المشرق، وجناح له من قِبل المغرب، فغُشي على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فتحوّل جبريل - عليه السلام - في صورة البشر، فقال: أنا جبريل. وجعل يمسح عن وجهه، ويقول: أنا أخوك؛ أنا جبريل. حتى أفاق، فقال المؤمنون: ما رأيناك منذ بُعثتَ أحسن منك اليوم. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أتاني جبريل - عليه السلام - في صورته، فعلقني هذا مِن حُسنه» (¬٣). (ز)

٨١٨١١ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- {ولَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ المُبِينِ}، قال: رأى جبريلَ بالأُفُق المبين (¬٤) [٧٠٦٥]. (ز)

آثار متعلقة بالآية:
٨١٨١٢ - عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجبريل: «إني أُحبّ أنْ أراك في صورتك التي تكون فيها في السماء». قال: لن تقوى على ذلك. قال: «بلى».
---------------
[٧٠٦٤] ذكر ابنُ عطية (٨/ ٥٥١) قول قتادة، ثم علّق قائلًا: «وأيضًا فكلّ أُفُق فهو في غاية البيان».
[٧٠٦٥] لم يذكر ابنُ جرير (٢٤/ ١٦٦) في قوله: {بالأفق المبين} غير قول عبد الرحمن بن زيد، وقول قتادة، ومجاهد.
_________
(¬١) أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص ٧٠٩ - بنحوه، وابن جرير ٢٤/ ١٦٧.
(¬٢) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٣٥٢، وابن جرير ٢٤/ ١٦٦، وكذلك من طريق سعيد بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٦٠٤.
(¬٤) أخرجه ابن جرير ٢٤/ ١٦٦.

الصفحة 760