كتاب عمدة القاري شرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 22)
قَالَ: فَقَامَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي مِنَ مِنَ اللَّيْلِ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، قَالَ: فأخَذَ بِذُؤَابتي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ.
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (فَأخذ بذؤابتي) وَعلي بن عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الْمَدِينِيّ، وَالْفضل بن عَنْبَسَة الْفضل بِسُكُون الضَّاد الْمُعْجَمَة وعنبسة بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون النُّون وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وبالسين الْمُهْملَة أَبُو الْحسن الخزاز الوَاسِطِيّ وَهُوَ من أَفْرَاده، مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَفِيه مقَال، لكنه غير قَادِح فَلذَلِك أرْدف رِوَايَته بروايته عَن قُتَيْبَة وَلَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ إلاَّ هَذَا الْموضع.
وَالْحَاصِل أَنه أخرج هَذَا الحَدِيث من طَرِيقين: أَحدهمَا: من عَليّ بن عبد الله عَن الْفضل ابْن عَنْبَسَة عَن هشيم عَن بشير كِلَاهُمَا مصغران الوَاسِطِيّ عَن أبي بشر بِكَسْر الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة جَعْفَر ابْن أبي وحشية إِيَاس الوَاسِطِيّ عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس: وَالْآخر: عَن قُتَيْبَة بن سعيد عَن هشيم ... إِلَى آخِره. والْحَدِيث مضى فِي كتاب الْعلم فِي: بَاب السمر بِالْعلمِ وَفِي الصَّلَاة فِي: بَاب مَا يقوم عَن يَمِين الإِمَام بحذائه، وَفِي: بَاب إِذا قَامَ الرجل عَن يسَار الإِمَام.
فَإِن قلت: مَا الْفَائِدَة فِي هَذَا الحَدِيث؟ قلت: فِيهِ فَائِدَتَانِ: الأولى: تَقْرِيره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على اتِّخَاذ الذؤابة. وَالثَّانيَِة: فِيهِ دفع لرِوَايَة من فسر الْفَزع بالذؤابة. قَالَه بَعضهم. قلت: وَفِي التَّوْضِيح: إِنَّمَا يجوز اتِّخَاذ الذؤابة للغلام إِذا كَانَ فِي رَأسه شعر غَيرهَا، وَأما إِذا حلق شعره كُله وَترك لَهُ ذؤابة فَهُوَ القزع الْمنْهِي عَنهُ، وَفِي: (سنَن أبي دَاوُد) من حَدِيث ابْن عمر أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن القزع، وَهُوَ أَن يحلق رَأس الصَّبِي وَيتْرك لَهُ ذؤابه.
حدّثني عَمْرُو بنُ مُحَمَّدٍ حَدثنَا هُشَيْمٌ أخبرنَا أبُو بِشْرٍ بِهاذا، وَقَالَ: بِذُؤَبَتي أوْ بِرأسِي.
هَذَا طَرِيق آخر فِي الحَدِيث الْمَذْكُور أخرجه عَن عَمْرو بن مُحَمَّد بن بكير النَّاقِد الْبَغْدَادِيّ شيخ مُسلم أَيْضا، مَاتَ بِبَغْدَاد فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ. قَوْله: (أَو برأسي) شكّ من الرَّاوِي.
72 - (بابُ القزَعِ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان حكم القزع بِفَتْح الْقَاف وَالزَّاي وبالعين الْمُهْملَة وَهُوَ جمع قزعة وَهِي الْقطعَة من السَّحَاب، وَسمي شعر الرَّأْس إِذا حلق بعضه وَترك بعضه قزعاً تَشْبِيها بِالْحِسَابِ المتفرق.
131 - (حَدثنِي مُحَمَّد قَالَ أَخْبرنِي مخلد قَالَ أَخْبرنِي ابْن جريج قَالَ أَخْبرنِي عبيد الله بن حَفْص أَن عمر بن نَافِع أخبرهُ عَن نَافِع مولى عبد الله أَنه سمع ابْن عمر رَضِي لله عَنْهُمَا يَقُول سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينْهَى عَن القزع قَالَ عبيد الله قلت وَمَا القزع فَأَشَارَ لنا عبيد الله قَالَ إِذا حلق الصَّبِي وَترك هَهُنَا شَعْرَة وَهَهُنَا وَهَهُنَا فَأَشَارَ لنا عبيد الله إِلَى ناصيته وجانبي رَأسه قيل لِعبيد الله فالجارية والغلام قَالَ لَا أَدْرِي هَكَذَا قَالَ الصَّبِي قَالَ عبيد الله وعاودته فَقَالَ أما الْقِصَّة والقفا للغلام فَلَا بَأْس بهما وَلَكِن القزع أَن يتْرك بناصيته شعر وَلَيْسَ فِي رَأسه غَيره وَكَذَلِكَ شقّ رَأسه هَذَا وَهَذَا) مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وَمُحَمّد هُوَ ابْن سَلام ومخلد بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح اللَّام ابْن يزِيد بالزاي الْحَرَّانِي وَابْن جريج عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج الْمَكِّيّ وَعبيد الله بن حَفْص هُوَ عبيد الله بن حَفْص بن عَاصِم ابْن عمر بن الْخطاب نسبه ابْن جريج إِلَى جده وَعمر بن نَافِع روى عَن أَبِيه نَافِع مولى عبد الله بن عمر والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي اللبَاس أَيْضا عَن زُهَيْر بن حَرْب وَآخَرين وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِي التَّرَجُّل عَن أَحْمد بن حَنْبَل وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي الزِّينَة عَن عمرَان بن يزِيد وَغَيره وَأخرجه ابْن ماجة فِي اللبَاس عَن أبي بكر بن أبي شيبَة وَغَيره قَوْله أَن عمر بن نَافِع أخبرهُ عَن نَافِع وَسقط ذكر عمر بن نَافِع فِي رِوَايَة النَّسَائِيّ وَفِي رِوَايَة ابْن عوَانَة أَيْضا وَقد صرح الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْعِلَل بِأَن حجاج بن مُحَمَّد وَافق مخلد بن يزِيد على ذكر عمر بن نَافِع وَأخرجه النَّسَائِيّ من رِوَايَة سُفْيَان الثَّوْريّ على الِاخْتِلَاف
الصفحة 57
320