كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 22)

ذلك قلب المهدى فقبض عليه، بعد القرب منه والاختصاص به والتمكّن من دولته.
وفيها أمر المهدى بإقامة البريد بين مكة والمدينة واليمن، ولم يكن قبل ذلك. وحجّ بالناس فى هذه السنة إبراهيم بن يحيى.
ودخلت سنة سبع وستين ومائة.
فى هذه السنة: توفى موسى بن عيسى بالكوفة، وفيها أمر المهدى بالزيادة فى المسجد الحرام ومسجد النبى صلّى الله عليه وسلّم، فدخلت فيهما دور كثيرة، وكان المتولى للبناء يقطين بن موسى، فبقى البناء إلى أن توفى المهدى.
وحجّ بالناس فى هذه السنة إبراهيم بن يحيى بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس- وهو على المدينة، ثم توفى بعد فراغه من الحج بأيام وتولى مكانه إسحاق بن عيسى بن على وفيها أفسد العرب فى بادية البصرة بين اليمامة والبحرين، وقطعوا الطريق وتركوا «1» الصلاة وانتهكوا المحارم، فأرسل المهدى إليهم جيشا فقاتلوهم، فكان الظفر للعرب وقتلوا عامة العسكر، فقويت وزاد شرهم.
ودخلت سنة ثمان وستين ومائة.
فى هذه السنة: خرج بأرض الموصل خارجى اسمه ياسين من بنى تميم، فخرج إليه عسكر الموصل فهزمهم، وغلب على أكثر ديار ربيعة والجزيرة، فوجّه إليه المهدى أبا هريرة محمد بن فروخ «2» وهرثمة بن أعين

الصفحة 117