كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 22)

ثم إن الرشيد احتال عليه بأخ له، كتب إليه وأرغبه فشد عليه وكتفه.
وأتى به الرشيد فمنّ عليه وأطلقه. وقيل فى هياج هذه الفتنة غير هذا والله أعلم.
وفيها خرج الفضل الخارجى بنواحى نصيبين، وأخذ من أهلها مالا، وسار إلى دارا وآمد وأرزن فأخذ منهم مالا، وفعل كذلك بخلاط «1» ثم عاد إلى نصيبين، وأتى الموصل فخرج إليه عسكرها فهزمهم على الزاب، ثم عادوا لقتاله فقتل الفضل وأصحابه.
ودخلت سنة سبع وسبعين ومائة.
ذكر الفتنة بالموصل
فى هذه السنة خالف العطاف بن سفيان الأزدى على الرشيد. وكان من فرسان أهل الموصل. واجتمع عليه أربعة آلاف رجل وجبى الخراج.
وكان عامل الرشيد على الموصل محمد بن العباس الهاشمى، وقيل عبد الملك ابن صالح، والعطاف غالب على الأمر كله وهو يجبى الخراج، وأقام على ذلك سنتين، حتى خرج الرشيد إلى الموصل فهدم سورها بسببه.
وفيها عزل الرشيد حمزة بن مالك عن خراسان، واستعمل عليها الفضل بن يحيى بن خالد- مضافا إلى ما كان بيده من الأعمال وهى الرى وسجستان وغيرهما. وحج بالناس فى هذه السنة الرشيد.
ودخلت سنة ثمان وسبعين ومائة
ذكر الفتنة بمصر
فى هذه السنة وثبت الحوفية بمصر بعاملهم إسحاق بن سليمان، وقاتلوه

الصفحة 129