كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 22)

الله عنّى فقدك لما أصبت به من بعدك، لا لمصيبتى «1» بالحال والمال فإنّ ذلك كان بك ولك، وكانتا عارية فى يدى منك، ولا بأس أن تسترد العوارى، فأما المحنة فى جعفر فبجرمه أخذته وبجريرته عاقبته، وما أخاف عليك زلة فى أمره، ولا مجاوزة به فوق ما يستحقه؛ فاذكر يا أمير المؤمنين خدمتى وارحم ضعفى وشيبتى ووهن قوّتى، وهب لى رضى عنّى، فمن مثلى الزلل ومن مثلك الإقالة، ولست أعتذر ولكنى أقرّ، وقد رجوت أن يظهر عند «2» الرضى وضوح «3» عذرى، وصدق نيّتى، وظاهر طاعتى، وفلج حجّتى- ما يكفينى به أمير المؤمنين، ويرى الجلّية «4» فيه، ويبلغ المراد منه إن شاء الله، وكتب:
قل للخليفة ذى الصنا ... يع والعطايا الفاشية
وابن الخلائف من قري ... - ش والملوك «5» الهادية
ملك الملوك وخير من ... ساس الأمور الماضية «6»
إنّ البرامكة الذي ... - ن رموا لديلك بداهيه
عمّتهم لك سخطة ... لم تبق منهم باقيه
فكأنهم ممّا بهم ... أعجاز نخل خاوية
صفر الوجوه عليهم ... خلع المذلّة باديه
مستضعفون مطّردو ... ن بكل أرض قاصيه

الصفحة 145