كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 22)

بسروج «1» ولجم محلاة، ومائة وعشرين «2» دابة بجلال مشهّرة، وكسوة وطيب وبزاة وطرف «3» .
وفيها كان ابتداء أمر القرامطة بالبحرين على ما نذكره إن شاء الله تعالى فى أخبارهم. وفيها ولّى المعتضد بالله ابنه عليا المكتفى قنّسرين والعواصم والجزيرة، وكان كاتبه الحسين بن عمرو النصرانى ينظر فى الأمور.
قال أبو الفرج بن الجوزى «4» فى حوادث هذه السنة بسند رفعه إلى محمد بن نعيم الضبّى قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد بن موسى القاضى بالرىّ سنة ست وثمانين ومائتين يقول: تقدّمت امرأة فادعى ولّيها على زوجها خمسمائة دينار مهرا فأنكر، فقال القاضى: شهودك، قال:
قد أحضرتهم، فاستدعى بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة ليشير إليها فى شهادته، فقام الشاهد وقال للمرأة: قومى، فقال الزوج: تفعلون ماذا؟
قال الوكيل ينظرون إلى امرأتك وهى مسفرة، لتصحّ عندهم معرفتها، فقال الزوج: فإنى أشهد القاضى أنّ لها علّى هذا المهر الذى تدعيه ولا تسفر عن وجهها «5» ، فقالت المرأة: فإنى أشهد القاضى أنّى قد وهبت له هذا المهر، وأبرأته منه فى الدنيا والآخرة، فقال القاضى: يكتب هذا فى مكارم الأخلاق.
ودخلت سنة سبع وثمانين ومائتين
فى هذه السنة فى شهر ربيع الأول أسر عمرو بن الليث الصفّار، وملك إسماعيل بن أحمد السامانى خراسان على ما نذكر ذلك إن شاء الله

الصفحة 356