كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 22)

أنت عن عينى بعيد ... ومن القلب قريب
ليس لى بعدك فى شى ... ء من اللهو نصيب
لك من قلبى على قل ... بى وإن بنت رقيب
وخيالى منك مذغب ... ت خيال لا يغيب
لو ترانى كيف لى بع ... دك عول ونحيب
وفؤادى حشوه من ... حرق الحزن لهيب
لتيقّنت بأنّى ... بك محزون كئيب
ما أرى نفسى وإن طبّ ... بتها «1» عنك تطيب
لى دمع ليس يعصي ... نى وصبرء ما يجيب
وقال أيضا:
لم أبك للدار ولكن بما ... قد كان فيها مرّة ساكنا
فخاننى الدهر بفقدانه ... وكنت من قبل له آمنا
ودّعت صبرى يوم «2» توديعه ... وبان «3» قلبى معه ظاعنا
فقال له عبيد الله بن سليمان: يا أمير المؤمنين- مثلك تهون عليه المصائب، لأنه يجد من كل فقيد خلفا، ويقدر على ما يريد، والعوض منك لا يوجد، فلا ابتلى الله الإسلام بفقدك، وعمّره ببقائك. وقد قال الشاعر فى المعنى الذى ذكرته.
يبكى علينا ولا نبكى على أحد ... ونحن «4» أغلظ أكبادا من الإبل
فضحك المعتضد وعاد إلى عادته.
وقال عبد الله بن المعتز يعزى المعتضد عن هذه الجارية:

الصفحة 375