كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 22)

بهؤلاء، وإن فسد هؤلاء ضربتهم بأولئك، فقبل رأيه واستقام ملكه، وبنى الرصافة وتولى ذلك صاحب المصلّى.
وحجّ بالناس محمد بن إبراهيم الإمام، وهو عامل مكة والطائف.
وفيها قتل معن بن زائدة الشيبانى أمير سجستان، بعد منصرفه من غزاة رتبيل وانصرفه إلى بست، فاختفى بعض الخوارج فى منزله، ثم دخلوا عليه وهو يحتجم فقتلوه، وشقّ أحدهم بطنه بخنجر، وقال بعض من ضربه: أنا الغلام الطاقى، والطاق رستاق بقرب زرنج، فقتلهم يزيد بن مزيد فلم ينج منهم أحد، وقام يزيد بأمر سجستان.
ودخلت سنة اثنتين وخمسين ومائة
. فى هذه السنة غزا حميد بن قحطبة كابل، وكان المنصور استعمله على خراسان سنة إحدى وخمسين ومائة. وغزا الصائفة عبد الوهاب بن إبراهيم، وقيل أخوه محمد.
وحجّ بالناس فى هذه السنة المنصور
ودخلت سنة ثلاثة وخمسين ومائة.
ذكر القبض على أبى أيوب الموريانى الوزير وقتله
فى هذه السنة قبض المنصور على أبى أيوب الموريانى وعلى أخيه وبنى أخيه، وكان قد سعى بهم كاتبه إبان بن صدقة، وقيل «1» : كان سبب قبضه أن المنصور فى دولة بنى أمية ورد الموصل، وأقام بها «2» مستترا، وتزوج امرأة من الأزد فحملت منه، ثم فارق الموصل وأعطاها تذكرة،

الصفحة 98