كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)

وقال غيره (¬1): الرحمن بجميع الخلق، والرحيم بالمؤمنين (¬2)، يوضحه أن الرحمن لم يقع إلالله؛ ولهذا قدمه قبل الرحيم، وقيل: الرحيم أولئ من الراحم؛ لأنه ألزم في المدح، كأنها لازمة له غير مفارقة، والراحم لمن يرحم مرة واحدة، وأغرب أحمد بن يحيى حيث قال: الرحمن عربي، والرحيم عبراني (¬3).
¬__________
= ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" 2/ 447 من طريق مقاتل بن سليمان عن الضحاك ابن مزاحم عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبادي فاتحة الكتاب، جعلت نصفها لي ونصفها لهم وآية بيني وبينهم، فإذا قال العبد: بسم الله الرحمن الرحيم قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: عبدي دعاني باسمين رقيقين أحدهما أرق من الآخر، فالرحيم أرق من الرحمن وكلاهما رقيقان .. الحديث. قال البيهقي: رقيقان قيل: هذا تصحيف وقع في الأصل، وإنما هما رفيقان والرفيق من أسماء الله تعالى.
قال السيوطي كما في "كنز العمال" 2/ 300: وفي سنده ضعف وانقطاع ويظهر لي أن فيه ألفاظًا مدرجة من قول ابن عباس. اهـ.
(¬1) هو العَرْزمي كما في "معاني القرآن" للنحاس 1/ 54.
(¬2) رواه ابن جرير 1/ 84 وعزاه للعَرْزمي.
(¬3) كذا وقع بالأصل: الرحمن عربي، والرحيم عبراني. وهو خطأ، والصواب: الرحيم عربي، والرحمن عبراني. كما في "معاني القرآن" للنحاس 1/ 56، و"تفسير القرطبي" 1/ 91، وهذا القول قد ضعفه الزجاج في "معانيه" بقوله: وهذا القول مرغوب عنه.

الصفحة 10