كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)

الشرح:
حديث أبي سعيد من أفراده، ويأتي في: التفسير في موضعين، وفضائل القرآن، وأخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه (¬1).
وخبيب أنصاري مدني يقال له السنحي (¬2) وهو خال عبيد الله بن عمر العمري، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة، قاله ابن حبان (¬3)، وما ذكره في سبب تسميتها أم الكتاب صالح لتسميتها الفاتحة، وأما من سماها أم الكتاب فلأن أم الشيء ابتداؤه وأصله، ومنه سميت أم القرى؛ لأن الأرض دحيت من تحتها (¬4)، ولها عدة أسماء أخر موضعه كتب التفسير، وكره تسميتها بذلك الحسن وابن سيرين، حكاه القرطبي (¬5)، وما ذكره من أن الدين الجزاء والحساب هو كذلك، وقد رواه الكشي (¬6) في "تفسيره" بإسناد إلى مجاهد، ويطلق أيضًا على الطاعة والعبادة وغيرهما، والمعنى متقارب، وقيل: في قوله {غَيْرَ مَدِينِينَ} [الوا قعة: 86]، أي: مملوكين، ويخص بيوم الدين؛ لأنه لا مَلِكَ سواه إذ ذاك، ولا ملجأ إلا إليه، وادعى الداودي أن في حديث أبي سعيد تقديمًا وتأخيرًا.
قوله: "ألم يقل الله: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} "، وقال مرة: كان قوله - صلى الله عليه وسلم - في تفسير الحجر: "ما منعك أن تأتي" قبل أن يعلمه أبو سعيد
¬__________
(¬1) أبو داود (1458)، والنسائي 2/ 139، وابن ماجه (3785).
(¬2) ورد بهامش الأصل: منسوب إلى السنح من عوالي المدينة المشرفة.
(¬3) "الثقات" 6/ 274.
(¬4) انظر: "معاني القرآن" للنحاس 1/ 48 - 49.
(¬5) "الجامع لأحكام القرآن" 1/ 97.
(¬6) ورد بهامش الأصل: الظاهر أنه عبد بن حميد يقال في نسبه: الكشي بفتح الكاف وبالشين المعجمة، وكسر الكاف وإهمال السين.

الصفحة 12