كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)

وذكر الحاكم على شرطهما عن ابن عباس أن السبع المثاني البقرة إلى آخر ما ذكر، وقال: الكهف بدل يونس (¬1).
وذكر الداودي عن غيره أنها البقرة إلى براءة. قال: وقيل: هي السبع التي تلي هذِه السبع، وقيل السبع: الفاتحة، المثاني: القرآن كما قال تعالى: {كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} [الزمر: 23].
وقوله: ("والقرآن العظيم") فيه دلالة على أنها القرآن العظيم وأن الواو هنا ليست بعاطفة، وقال الضحاك: القرآن العظيم: سائره (¬2).
واختلف لم سميت أم القرآن مثاني؟ على أقوال:
أحدها: لأنها تثنى في كل ركعة فريضة ونافلة، قاله قتادة (¬3).
ثانيها: لأنه يثنى فيها على الله؛ لأن في الحمد ثناءً عليه (¬4).
ثالثها: لأنها استثنيت لهذِه الأمة لم تنزل على من قبلها (¬5).
رابعها: لتثنية نزولها (¬6).
¬__________
(¬1) "المستدرك" 2/ 355.
(¬2) رواه الطبري 7/ 542.
(¬3) انظر: "تفسير البغوي" 4/ 390.
(¬4) ذكره الزجاج في "معانيه" 3/ 185، ورده ابن عطية في "المحرر الوجيز" 8/ 352 بقوله: وفي هذا القول من جهة التصرف نظر. اهـ.
وأجاب عنه أبو حيان في "البحر المحيط" 5/ 465 بقوله: ولا نظر في ذلك؛ لأنها جمع مُثنى -بضم الميم مفعل من أثنى رباعيًا، أي: مقر ثناء على الله تعالى أي: فيها ثناء على الله تعالى.
(¬5) رواه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (222)، ابن جرير 7/ 538، عن ابن عباس، وزاد ابن عطية في "المحرر" 8/ 352 نسبته إلى ابن أبي مليكة، وعزاه البغوي في "تفسيره" 4/ 391 إلى مجاهد.
(¬6) هو قول الحسين بن الفضل كما في "تفسير البغوي" 4/ 391، و"زاد المسير" 4/ 414.

الصفحة 14