كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)

2 - باب
قَالَ مُجَاهِدٌ: (إِلَى شَيَاطِينِهِمْ) [البقرة: 14]: أَصْحَابِهِمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُشْرِكِينَ. {مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ} اللهُ جَامِعُهُمْ. {عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45] عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَقًّا. قَالَ مُجَاهِدٌ (بِقُوَّةٍ) [البقرة: 63] يَعْمَلُ بِمَا فِيهِ.
هذا كله أخرجه عبد بن حميد ,عن شبابة ,عن ورقاء ,عن ابن أبي نجيح ,عن مجاهد (¬1).وقال السدي في {شَيَاطِينِهِمْ}:رءوسهم في الكفر (¬2) ,وشيطان مشتق من شاط إذا بعد. والمراد: جامعهم يوم القيامة ليعاقبهم. وقيل: أي يصيبهم متى شاء. وعن مجاهد في قوة: بجد (¬3) ,وقيل: بكثرة درس.
ص: وقال أبو العالية {مَرَضٌ}: شك، أي: نفاق. {صِبْغَةَ}: دين, {وَمَا خَلْفَهَا}: عبرة لمن بقي. {لاَ شِيَةَ}: لا بياض.
وما أسنده في {صِبْغَةَ} هو قول قتادة أيضًا (¬4)، وقال مجاهد: أي: فطرة الله (¬5) وقال الكسائي: هو إغراء، أي: الزموا تطهير الله بالإسلام، لا ما تفعله اليهود والنصارى. وقيل: هي الختان، اختتن إبراهيم فجرت الصبغة على الختان لصبغهم الغلمان في الماء.
¬__________
(¬1) رواه عبد بن حميد في "تفسيره" كما في "الدر المنثور" 1/ 70، 72، 132، وهو في "تفسير مجاهد" ص 69، 71، 74.
(¬2) رواه الطبري 1/ 163.
(¬3) هو قول ابن عباس وقتادة والسدي. رواها الطبري 1/ 367، وابن أبي حاتم 1/ 130.
(¬4) رواه الطبري 1/ 622 (2120).
(¬5) "تفسير مجاهد" ص 89.

الصفحة 23