كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)

وقوله: ({وَمَا خَلْفَهَا} عبرة لمن بقي). المعنى: لما بين يدي الصبغة من ذنوبهم، {وَمَا خَلْفَهَا} من يعمل مثلها، فخاف العامل أن يمسخ به، فالضمير للعقوبة. وقال ابن عباس: {لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا} لمن حضر معهم. {وَمَا خَلْفَهَا}: لمن أتى من بعدهم (¬1).
{وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}: أمة محمد أن ينتهكوا حرمة الله فيصيبهم ما أصاب السبت (¬2).
وقال مجاهد: {لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا} ما قد مضى من خطاياهم {وَمَا خَلْفَهَا} ويعني: أهلكوا بها (¬3).
وقال قتادة: {لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا} من ذنوبهم، {وَمَا خَلْفَهَا} من صيدهم الحيتان (¬4).
وما ذكره في {شِيَةَ} لا بياض. وقيل: لا لون فيها يخالف جلدها، وقيل: لا بياض ولا سواد، وكل نحو الأقل (¬5).
(ص): وقال غيره: {يَسُومُونَكُمْ} يُولونكم. وهو قول أبي محمد (¬6). وقيل: يضرونكم في العذاب مرة كذا، ومرة كذا، كما يفعل بالإبل السائمة. والمعنى: يسومونكم على سوء العذاب، أي: يذيقونكم أشده.
¬__________
(¬1) رواه بمعناه ابن جرير 1/ 376.
(¬2) رواه ابن جرير 1/ 378، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 135 عن السدي وعطية العوفي.
(¬3) "تفسير مجاهد" ص 78.
(¬4) رواه ابن جرير 1/ 376.
(¬5) انظر: "تفسير ابن جرير" 1/ 395 - 396، "تفسير ابن أبي حاتم" 1/ 142 - 143.
(¬6) وقاله أيضًا أبو عبيدة كما في "مجاز القرآن" 1/ 40.

الصفحة 24