كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)

(ص) (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: تَمِيدُ: تَكَفَّأُ) رواه ابن أبي حاتم من حديث ابن أبي نجيح عنه (¬1). قال ابن التين: ضبطه بعضهم بضم التاء وتخفيف الفاء، وبفتح التاء وتشديد الفاء، وهو أشبه، وقيل: تميد: تتحرك.
(ص) ({سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا}: لا يِتوَعَّرُ عَلَيْهَا مَكَانٌ سَلَكَتْهُ) (¬2) ثم قال: (وقال غيره) ظاهره أنه من قول مجاهد أيضا، وقد أخرجه الطبري عن ابن عباس.
(ص) (وَقَالَ غَيْرُهُ {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ} [النحل: 98] هذا مُقَدَّمٌ وَمُؤَخَّرٌ وَذَلِكَ أَنَّ الاسْتِعَاذَةَ قَبْلَ القِرَاءَةِ، وَمَعْنَاهَا الاعْتِصَامُ باللهِ) قلت: وهذا إجماع، إلا ما روي عن أبي هريرة وداود ومالك أنهم قالوا: بعدها أخذًا بظاهر الآية (¬3).
(ص) (قال ابن عباس: {شَاكِلَتِهِ}: نَاحِيَتِهِ) هذِه اللفظة في {سُبْحَانَ} بعدها، قال الليث: الشاكلة من الأمور: ما وافق فاعله، والشكل. بالكسر: الدل. وبالفتح: المثل والمذهب، والمرأة الغربة الشكلة (¬4). وقال البخاري هناك: شاكلة: ناحية، وهي من شَكْلِهِ.
(ص) ({قَصْدُ السَّبِيلِ}: البَيَانُ) قلت: قيل: أصل القصد: استقامة الطريق. وقصد السبيل: الإسلام. قال مجاهد: طريق الحق على الله (¬5).
(ص) (الدِّفْءُ مَا اْسْتَدْفَأْتَ به) أي: من الأكسية والأبنية.
¬__________
(¬1) رواه الطبري 7/ 570 (21539) من طريق ابن أبي نجيح به، وأروده السيوطي في "الدر" 4/ 212 وزاد عزوه لابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(¬2) رواه الطبري 7/ 613 (21745) عن مجاهد.
(¬3) انظر: "تفسير القرطبي" 1/ 77.
(¬4) انظر: "تهذيب اللغة" 2/ 1916، "تفسير الوسيط" 3/ 124.
(¬5) "تفسير مجاهد" 1/ 345، ورواه أيضًا الطبري 7/ 564 - 565 (21493).

الصفحة 522