كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)
(ص) ({لَن تَخْرِقَ} لن تقطع) يقال: خرق ثوبه إذا قطعه وشقه، قال ابن عباس: لن تخرق بكبرك ومشيك عليها، {وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} بعظمتك، وإنما أنت مخلوق عبد ذليل (¬1).
(ص) {وَإِذْ هُمْ نَجْوى}: مَصْدَرٌ مِنْ نَاجَيْتُ، فَوَصَفَهُمْ بِهَا، وَالْمَعْنَى: يَتَنَاجَوْنَ) أي: بينهم بالتكذيب والاستهزاء قاله ابن عباس (¬2).
(ص) ({وَرُفَاتًا}: حُطَامًا) قال الفراء: لا واحد له (¬3).
(ص) ({وَاسْتَفْزِزْ}: اسْتَخِفَّ) أي: وازعج، يقال: فزه وأفزه. أي: أزعجه واستخفه، ومعنى الأمر ههنا التهديد.
(ص) ({بِخَيْلِكَ}: الفُرْسَانِ، وَالرَّجْلُ: الرَّجَّالَةُ وَاحِدُهَا رَاجِلٌ، مِثْلُ صَاحِبٍ وَصَحْبٍ، وَتَاجِرٍ وَتَجْرٍ) قلت: والباء في بخيلك زائدة، وكل راجل راكب أو راجل في معصية الله فهو من خيل إبليس وجنوده، والرجل جمع راجل وقرأ حفص بكسر الجيم (¬4).
(ص) ({حَاصِبًا} الرِّيحُ العَاصِفُ) أي: تحمل التراب (وَالْحَاصِبُ أَيْضا مَا تَرْمِي بِهِ الرِّيحُ وَمِنْهُ {حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 98] يُرْمَى بِهِ فِي جَهَنَّمَ، وَهْوَ حَصَبُهَا، وَيُقَالُ: حَصَبَ فِي الأَرْضِ ذَهَبَ، وَالْحَصَبُ مُشْتَقٌّ مِنَ الحَصْبَاءِ وَالْحِجَارَةِ) أي: وهي العذاب. يحصبكم: يرميكم بالحجارة.
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير الوسيط" 3/ 108، "زاد المسير" 5/ 36، "تفسير القرطبي" 10/ 261.
(¬2) انظر: "الوسيط" 3/ 111.
(¬3) "معاني القرآن" 2/ 125.
(¬4) وقراءة باقي السبعة بإسكان الجيم، انظر: "الحجة" للفارسي 5/ 109، "الكشف" لمكي 2/ 28.
الصفحة 532
638