كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)

وقال: ليس من دابة إلا وهي تأكل بفيها إلا ابن آدم فهو يأكل بيده (¬1).
(ص) ({ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} عَذَابَ الحَيَاةِ وَعَذَابَ المَمَاتِ) أي: ضعفهما، يريد: عذاب الدنيا والآخرة، أي: ضعف ما يعذب به غيره، وهذا تخويف لأمته؛ لئلا يركن أحد من المسلمين إلى أحد من المشركين في شيء من أحكام الله وشرائعه.
(ص) ({خِلَافَكَ} وَخَلْفَكَ سَوَاءٌ) أي: بعدك، يعنى: بعد خروجك كقوله: {بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللهِ} [التوبة: 81].
(ص) ({وَنَئَا}: تبَاعَدَ) أي: بعد بنفسه عن القيام بالحقوق.
(ص) ({شَاكِلَتِهِ}) سلف الكلام عليها في سورة النحل.
(ص) ({صَرَّفْنَا}: وَجَّهْنَا) أي: وبينا من الأمثال وغيرها مما وجب الاعتبار به.
(ص) ({قَبِيلًا}: مُعَايَنَةً وَمُقَابَلَةً)، هو قول قتادة (¬2)، (وقيل: كفيلًا وَقِيلَ: القَابِلَةُ؛ لأَنَّهَا مُقَابِلَتُهَا وَتَقْبَلُ وَلَدَهَا) ضبط بعضهم تقبل بضم التاء كما نقله ابن التين، وليس ببين، كأنه من قبل يقبل إذا رضي الشيء وأخذه. قال: ولعله توهم أنه من كفل يكفل، وذلك لا يقال فيه إلا قبل به يقبل: إذا تكفل به.
(ص) ({خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} أَنْفَقَ الرَّجُلُ: أَمْلَقَ، وَنَفِقَ الشَّيْءُ: ذَهَبَ) أي بكسر الفاء.
¬__________
(¬1) انظر: "معاني القرآن" للنحاس 4/ 176، "الوسيط" 3/ 117 - 118، "زاد المسير" 5/ 62 - 63.
(¬2) رواه الطبري 8/ 148 (22707).

الصفحة 537