كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)
6 - [باب] قوله: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [الإسراء: 55]
4713 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, عَنْ مَعْمَرٍ, عَنْ هَمَّامٍ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «خُفِّفَ عَلَى دَاوُدَ الْقِرَاءَةُ، فَكَانَ يَأْمُرُ بِدَابَّتِهِ لِتُسْرَجَ، فَكَانَ يَقْرَأُ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ». يَعْنِي: الْقُرْآنَ. [انظر:2073 - فتح: 8/ 397]
ذكر فيه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خُفِّفَ على داود القرآن فكان يأمر بدابته لتسرج وكان يقرأ قبل أن يفرغ" يعني: القرآن.
أراد بالقرآن: الزبور.
سلف في أحاديث الأنبياء، قال الربيع بن أنس: والزبور هو ثناء على الله ودعاء وتسبيح. وقال قتادة: كنا نحدث أنه دعاء علمه الله داود وتحميد وتمجيد لله ليس فيه حلال ولا حرام ولا فرائض ولا حدود (¬1).
فائدة:
معنى الآية السالفة {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا}: يا ذرية من حملنا مع نوح لا تشركوا، وخص نوحًا بالذكر ليذكرهم نعمة الإنجاء من الغرق على آبائهم، والجمهور على أن نوحًا والد الناس كلهم، وذكر المنذري أن الذرية هنا جميع أهل الأرض. والضمير في قوله: {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} هو موسى. والصحيح أنه نوح وقد صح في "المستدرك" عن سلمان - رضي الله عنه - قال: كان نوح إدْا طعم طعامًا أو لبس ثوبًا حمد الله فسمي عبدًا شكورًا (¬2)، وفي "تفسير ابن مردويه" من حديث أبي فاطمة
¬__________
(¬1) رواه الطبري 8/ 94 (22372).
(¬2) "المستدرك" 2/ 360.
الصفحة 543
638