كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)
وقيل: هو فعول وهو (الزقم) (¬1) وهو اللقم الشديد والشرب المفرط، وقيل: من الزقم (وهي) (¬2) القيء وفي لغة اليمن كل طعام يُتقيَّأ منه يقال له: زقوم، وقال ثعلب: كل طعام يقتل، والزقم: الطاعون (¬3). وحكي في "غرر التبيان" فيه ثلاثة أقوال: شجرة الكشوث تلتوي على الشجر فتجففه (¬4)، الشيطان، أبو جهل (¬5).
وروى ابن مردويه من حديث عبد الرزاق عن أبيه عن مناء (¬6) مولى عبد الرحمن بن عوف أن عائشة رضي الله عنها قالت لمروان: أشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لك ولأبيك ولجدك: "إنكم الشجرة الملعونة في القرآن"، ومن حديث عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما لما ذكر الله الزقوم في القرآن قال أبو جهل: هل تدرون ما الزقوم؟ هو التمر بالزبد، أما والله لئن أمكننا الله بها لتزقمناها تزقمًا فنزلت: {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} الآية (¬7). وعند مقاتل قال: عبد الله بن الزبعرى: إن الزقوم بلسان البربر الزبد. فقال أبو جهل: يا جارية ابغينا تمرًا وزبدًا وقال لقريش: تزقموا من هذا الزقوم.
¬__________
(¬1) في الأصل: (التزكم)، ولعل الصواب ما أثبتناه، وانظر: "عمدة القاري" 15/ 277.
(¬2) في هامش الأصل: لعله: وهو.
(¬3) انظر: "المحكم" 6/ 161، وفيه: الزقمة: الطاعون.
(¬4) قال الواحدي: وهو قول ضعيف، وتفسير لا يليق بالآية. "تفسير البسيط" سورة الإسراء، الآية (60).
(¬5) "غرر التبيان" ص310 - 311 (617).
(¬6) ورد بهامش الأصل: والد عبد الرزاق هو: همام الصنعاني ما روى له سوى ولده وقد وثقوه. وأما مناء فكذاب.
(¬7) أورده السيوطي في "الدر" 4/ 346 وعزاه لابن مردويه، وغيره.
الصفحة 548
638