كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)

أبي جعفر قال: سمعت حمزة قال: سمعت أبي فذكره. وسلف في الزكاة حديثه عن ابن بكير عن الليث، ولم يذكر المقام المحمود، ثم قال: وزاد عبد الله: حدثني الليث، حدثني ابن أبي جعفر، عن حمزة، فيشفع ليقضي بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب، فيومئذ يبعثه الله مقامًا محمودًا، يحمده أهل الجمع كلهم، رواه ابن أبي حاتم عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنا أُبي وشعيب بن الليث، عن الليث، حدثني ابن أبي جعفر يذكر المقام المحمود.
وفي الترمذي من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا محسنا: "المقام المحمود: الشفاعة" (¬1). ولابن أبي حاتم: "هو المقام الذي أشفع فيه لأمتي" (¬2).
إذا تقرر ذلك فقوله: (جثًا) هو جمع جاث على الركب. قال في "المغيث": ويجوز أيضا فتح الجيم وكسرها كالعَصي والعِصي، قاله ابن الأثير- ويروى جثىَّ بتشديد (الياء) (¬3) جمع جاث أي: جلس على ركبته (¬4).
وقال ابن الجوزي عن ابن الخشاب: جُثًّا بالتشديد والضم جمع جاث كغاز وغُزًّا، وجثا مخففة جثوة ولا معنى لها هنا. وقال ابن التين: جُثي بضم الجيم جمع جثوة، كخُطا وخطوة. قلت: وأصله كل شيء مجمع كمدية ومُدى، وفجوة وفُجى وفجوات.
¬__________
(¬1) الترمذي (3137).
(¬2) عزاه له السيوطي في "الدر" 4/ 356.
(¬3) في الأصل: (الثاء)، والصواب ما أثبتناه.
(¬4) "المجموع المغيث" 1/ 297 وفيه؛ بكسر الجيم وضمها، وانظر: "النهاية" 1/ 239.

الصفحة 553