كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)
فنزلت (¬1)، ولابن مردويه عنه: قالت اليهود لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أخبرنا عن الروح وكيف تعذب، وإنما هي من الله، ولم يكن نزل عليه فيه شيء فجاءه جبريل بهذِه الآية (¬2).
قال ابن عباس في هذِه الآية: لا تزيدوا عليها ولكن قولوا كما قال الله {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} (¬3) وعند ابن منده من حديث السدي عن أبي مالك، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بعثت قريش عقبة بن أبي معيط وعبد الله بن أمية بن المغيرة إلى يهود المدينة، يسألونهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحديث. وفيه: هو من أمر الله بقول الله، هو خَلْق مِن خَلْق الله، ليس هو شيء من الله، وفي حديث مجاهد عنه: الروح أمر من أمر الله، وخلق من خلقه (صورته) (¬4) صورة بني آدم، وما ينزل ملك من السماء إلا ومعه واحد من الروح (¬5).
إذا تقرر ذلك فالحرث بحاء مهملة وثاء مثلثة، وهو موضع الزرع، وذكره في كتاب العلم وبخاء معجمة وباء موحدة، والخاء مكسورة والراء مفتوحة كما ضبطه بهما القاضي عياض وصححهما (¬6)، وتميم تقول بفتح الخاء والأول أصوب كما نقله النووي عن العلماء، ويجوز أن يكون الموضع فيه الوصفان (¬7).
¬__________
(¬1) الترمذي (3140).
(¬2) عزاه له السيوطي في "الدر" 4/ 361.
(¬3) أورده السيوطي في "الدر" 4/ 362 وعزاه لابن أبي حاتم وابن مردويه.
(¬4) في الأصل: (صورة) وفي الهامش: لعله صورته.
(¬5) انظر: "معاني القرآن" للنحاس 4/ 53، "زاد المسير" 5/ 82، "الروح" لابن القيم ص 239، "تفسير ابن كثير" 14/ 235.
(¬6) "مشارق الأنوار" 1/ 231.
(¬7) "صحيح مسلم بشرح النووي" 17/ 137.
الصفحة 557
638