كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)

قوله: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ} [الأنعام: 60] إن الإنسان له حياة وروح ونفس، فإذا نام خرج من نفسه (الذي) (¬1) يعقل به الأشياء شعاع وله حبل إلى الجسد لشعاع النفس إلى الأرض، فيرى الرؤيا بالنفس التي خرجت منه وتبقى الحياة والروح في الجسد فيه تتقلب وتتنفس، فإذا حرك رجعت إليه أسرع من طرفة عين، فإذا أراد الله أن يميته في المنام، يميت النفس ويقبض الروح إليها فيموت في منامه، وقال: بالذهن يرى الرؤيا.
قال مقاتل: فتخرج نفسه إذا نام، فإذا أخذت إلى فوق فرأت رؤيا رجعت النفس فأخبرت الروح، ومخبر الروح القلب فيصبح يعلم أنه رأى رؤيا صالحة يعرف ما رأى في منامه، فتجيء النفس وتجيء الروح وتخبر الروح القلب، فإن نام مستلقيًا على وجهه فرجوع النفس إلى الجسد بمنزلة الشعاع إذا نظر من الكوة، فإن حرك النائم كان أسرع إلى الجسد من الشمس إذا [...]، (¬2) الكوة إذا غشيها الغيم أو يسترها شيء.
ثم اختلفوا في معرفة الروح والنفس (¬3)، فقالت طائفة: النفس طيفية
¬__________
(¬1) في هامش الأصل: لعله التي. والنفس الروح، والروح تذكر وتؤنث، وفي الحديث: "ما من نفس منفوسة"، وفي القرآن: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)} و {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27)}.
(¬2) كلمة غير واضحة بالأصل، وفوقها: كذا.
(¬3) قال شارح الطحاوية: وأما اختلاف الناس في مسمى النفس والروح، هل هما متغايران، أو مسماهما واحد؟ فالتحقيق أن النفس تطلق على أمور، وكذلك الروح، فيتحد مدلولهما تارة، ويختلف تارة، فالنفس تطلق على الروح، ولكن غالب ما تسمى نفساً إذا كانت متصلة بالبدن، وأما إذا أخذت مجردة فتسمية الروح أغلب عليها .. "شرح الطحاوية" ص 394.

الصفحة 560