كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)

أي: فسمت عائشة الصلاة دعاء، قال ابن التين: ولا يكاد يقع ذلك للقراءة، فيقال: إنما قيل صلاة؛ لأنها لا تكون إلا بدعاء، والدعاء صلاة. قلت: لكن أصلها الدعاء.
وذكر الواحدي في حديث عائشة - رضي الله عنها - كان أعرابي يجهر فيقول: التحيات لله، والصلوات والطيبات، يرفع بها صوته؛ فنزلت هذِه الآية، وقال عبد الله بن شداد: كان أعراب بني تميم إذا سلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صلاته قالوا: اللهم ارزقنا مالًا وولدًا، ويجهرون؛ فنزلت (¬1). وروى ابن مردويه من حديث أشعث عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنها نزلت في الدعاء (¬2). وعن أبي [السمح] دراج (¬3) عن أنصاري له صحبة مرفوعًا: أنها نزلت في الدعاء (¬4). وعن إبراهيم الهجري، عن أبي عياض، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} نزلت في الدعاء والمسألة (¬5).
ورجح النووي رواية ابن عباس، وقال: إنه الأولى والمختار (¬6)، وقد علمت أنه روي عنه كمقالة عائشة رضي الله عنها.
¬__________
(¬1) "أسباب النزول" ص 304 (597 - 598).
(¬2) رواه أيضًا الطبري 8/ 166 (22809) من طريق عباد بن العوام، عن أشعث، به. وعزاه السيوطي في "الدر" 4/ 375 لابن أبي شيبة وابن منيع ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن مردويه.
(¬3) في الأصل: (عن أبي دراج)، والصواب ما أثبتناه.
(¬4) أورده السيوطي في "الدر" 4/ 375 وعزاه لسعيد بن منصور والبخاري في "تاريخه" وابن المنذر وابن مردويه. وهو في "التاريخ الكبير" 3/ 256 (882).
(¬5) رواه الطبري 8/ 167 (22812) من طريق سفيان، عن إبراهيم الهجري، عن أبي عياض قال: نزلت في الدعاء.
(¬6) "صحيح مسلم بشرح النووي" 4/ 165.

الصفحة 566