كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)

(18) ومن سورة الكَهْفِ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {تَقْرِضُهُمْ} تَتْرُكُهُمْ، {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: جَمَاعَةُ الثَّمَرِ. {بَاخِعٌ} مُهْلِكٌ {أَسِفًا} نَدَمًا. الكَهْفُ: الفَتْحُ فِي الجَبَلِ. وَالرَّقِيمُ: الكِتَابُ، مَرْقُومٌ مَكْتُوبٌ مِنَ الرَّقْمِ. {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ} أَلْهَمْنَاهُمْ صَبْرًا. {لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا}. {شَطَطًا} إِفْرَاطًا. {بِالْوَصِيدِ} الفِنَاءُ جَمْعُهُ وَصَائِدُ وَوُصُدٌ وَيُقَالُ: الوَصِيدُ البَابُ. {مُؤْصَدَةٌ} مُطْبَقَة آصَدَ البَابَ وَأَوْصَدَ {بَعَثْنَاهُمْ} أَحْيَيْنَاهُمْ
{أَزْكَى} أَكْثَرُ، وَيُقَالُ: أَحَلُّ، وَيُقَالُ: أَكْثَرُ ريعًا. قَالَ ابن عَبَّاسٍ: {أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ} لَمْ تَنْقُصْ. وَقَالَ سَعِيدٌ عَنِ ابن عَبَّاسٍ: الرَّقِيمُ اللَّوْحُ مِنْ رَصَاصٍ، كَتَبَ عَامِلُهُمْ أَسْمَاءَهُمْ ثُمَّ طَرَحَهُ فِي خِزَانَتِهِ، فَضَرَبَ اللهُ عَلَى آذَانِهِمْ فَنَامُوا. وَقَالَ غَيْرُهُ: وَأَلَتْ تَئِلُ تَنْجُو. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {مَوْئِلًا} مَحْرِزًا {لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا} لَا يَعْقِلُونَ.
هي مكية إلا قوله: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ} [الكهف: 28] فإنها مدنية، وقال مقاتل: إلا ثلاث آيات. قال السخاوي: ونزلت قبل النحل و (بعد) (¬1) الغاشية (¬2)، وفي أفراد مسلم من حديث أبي الدرداء مرفوعًا: "من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من الدجال" وفي لفظ: "من
¬__________
(¬1) في الأصل: قبل.
(¬2) "جمال القراء" ص 8.

الصفحة 567