كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)

3 - [باب] قَوْلِهِ: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)} [الكهف:61]
{سَرَبًا}: مَذْهَبًا، يَسْرُبُ: يَسْلُكُ، وَمِنْهُ {وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} [الرعد: 10]
4726 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْنُ موسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّ ابن خرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ قَالَ: أَخْبَرَني يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبَيْرٍ -يَزِيدُ أَحَدُهمَا عَلَى صَاحِبِهِ، وَغَيْرَهمَا قَدْ سَمِعْتهُ يُحَدِّثُهُ عَنْ سَعِيدٍ- قَالَ إِنَّا لَعِنْدَ ابن عَبَّاسٍ فِي بَيْتِهِ، إِذْ قَالَ: سَلُوني. قلْت: أَيْ أَبَا عَبَّاسٍ -جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ- بِالْكوفَةِ رَجل قَاصٌّ يُقَالَ: لَهُ نَوْفٌ، يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ بِمُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ. أَمَّا عَمْرٌو فَقَالَ لِي: قَالَ: قَدْ كَذَبَ عَدُوُّ اللهِ، وَأَمَّا يَعْلَى فَقَالَ لِي: قَالَ ابن عَبَّاسٍ: حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مُوسَى رَسُولُ اللهِ - عليه السلام - قَالَ: ذَكَّرَ النَّاسَ يَوْمًا حتَّى إِذَا فَاضَتِ العُيُونُ، وَرَقَّتِ القُلُوبُ وَلَّى، فَأَدْرَكَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، هَلْ فِي الأَرْضِ أَحَدٌ أَعْلَمُ مِنْكَ؟ قَالَ: لَا. فَعَتَبَ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ العِلْمَ إلى اللهِ. قِيلَ: بَلَى. قَالَ: أَيْ رَبِّ، فَأَيْنَ؟ قَالَ: بِمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ. قَالَ: أَيْ رَبِّ، اجْعَلْ لِي عَلَمًا أَعْلَمُ ذَلِكَ بِهِ". فَقَالَ لِي عَمْرٌو قَالَ: "حَيْثُ يُفَارِقُكَ الحُوتُ". وَقَالَ لِي يَعْلَى قَالَ: "خُذْ نُونًا مَيِّتًا حَيْثُ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ، فَقَالَ لِفَتَاهُ: لَا أُكُلِّفُكَ إِلاَّ أَنْ تُخْبِرَنِي بِحَيْثُ يُفَارِقُكَ الحُوتُ. قَالَ مَا كَلَّفْتَ كَثِيرًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ} [الكهف: 60]: يُوشَعَ بْنِ نُونٍ -لَيْسَتْ عَنْ سَعِيدٍ- قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ فِي ظِلِّ صَخْرَةٍ فِي مَكَانٍ ثَرْيَانَ، إِذْ تَضَرَّبَ الحُوتُ، وَمُوسَى نَائِمٌ، فَقَالَ فَتَاهُ: لَا أُوقِظُهُ. حَتَى إِذَا اسْتَيْقَظَ نَسِيَ أَنْ يُخْبِرَهُ، وَتَضَرَّبَ الحُوتُ، حتَّى دَخَلَ البَحْرَ فَأَمْسَكَ اللهُ عَنْهُ

الصفحة 578