كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)

ولابن مردويه عن أبي الطفيل سأل ابن الكواء عليًّا عن هذِه الآية فقال له: إن بعضهم الحرورية (¬1). وفي رواية: فجرة قريش الأخسرين أعمالًا، والذين يحسبون أنهم يحسنون (صنعًا) (¬2) منهم أهل حرورة، قال: ولم يقل حروراء (¬3).
وعن ابن عون عن مصعب بن سعد قال: قال رجل من الخوارج لسعد: هذا من أئمة الكفر، فقال سعد: كذبت، بل أنا قابلت أئمة الكفر. فقال رجل للخارجي: هذا ممن قال الله: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا}، فقال سعد: كذبت {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ} الآية.
وعن علي: أنهم الرهبان (¬4).
فصل:
وإنما خسر اليهود والنصارى لأنهم يعبدوا على غير أصل صحيح، فخسروا الأعمال والأعمار، والحرورية لما خالفوا عهد الله إليهم في القرآن من طاعة أولي الأمر بعد إقرارهم به كان ذلك نقضًا منهم له.
والحرورية نسبة إلى قرية تعاقدوا فيها. قيل: والآية دالة على أن الأصول لا يعذر فيها المؤول بخلاف الفروع لقوله: {يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}.
¬__________
(¬1) رواه الطبري 8/ 294 (23394).
(¬2) طمس بالأصل.
(¬3) انظر: "الدر المنثور" 4/ 456.
(¬4) رواه الطبري 8/ 293 (23385).

الصفحة 588