كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)

(19) ومن سورة كهيعُص
قَالَ ابن عَبَّاسٍ: أَبْصِرْ بِهِمْ وَأَسْمِعْ اللهُ يَقُولُهُ، وَهُمُ اليَوْمَ لَا يَسْمَعُونَ وَلَا يُبْصِرُونَ {فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} هو يَعْنِي قوله: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ}، الكُفَّارُ يَوْمَئِذٍ أَسْمَعُ شَيْءٍ وَأَبْصَرُهُ، {لَأَرْجُمَنَّكَ} لأَشْتِمَنَّكَ {وَرِءْيًا} مَنْظَرًا. [وَقَالَ أَبو وَائِلٍ: عَلِمَتْ مَرْيَمُ أنَّ التَّقِيَّ ذُو نُهْيَةِ حَتَّى قالت: {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا}] [مريم: 18]. وَقَالَ ابن عُيَيْنَةَ: {تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} تُزْعِجُهُمْ إِلَى المَعَاصِي إِزْعَاجًا. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {إِدًّا} عِوَجًا. قَالَ ابن عَبَّاسٍ {وِرْدًا} عِطَاشًا {أَثَاثًا} مَالًا {إِدًّا} قَوْلًا عَظِيمًا {رِكْزًا} صَوْتًا. [وَقَالَ مُجَاهدٌ: {فَلْيَمْدُدْ} [مريم: 75]: فَلْيَدَعْهُ]. {غَيًّا} خُسْرَانًا {وَبُكِيًّا} جَمَاعَةُ بَاكٍ {صِلِيًّا} صَلِيَ يَصْلَى {نَدِيَّا} وَالنَّادِي مَجْلِسًا.
قال مقاتل: هي مكية إلا سجدتها، وفيه فيما حكاه القرطبي: نزلت بعد المهاجرة إلى أرض الحبشة (¬1)، قال السخاوي: نزلت بعد فاطر، وقبل طه (¬2)، وعن الكلبي: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] نزلت بالمدينة في عبد الله بن رواحة، وقصته لا تدل على ذلك (¬3).
(ص) (قَالَ ابن عَبَّاسٍ: أَبْصِرْ بِهِمْ وَأَسْمِعْ اللهُ يَقُولُهُ، وَهُمُ اليَوْمَ لَا يَسْمَعُونَ وَلَا يُبْصِرُونَ {فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} يَعْنِي: قَوْلَهُ: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ}، الكُفَّارُ يَوْمَئِذٍ أَسْمَعُ شَىْءٍ وَأَبْصَرُهُ) وهذا أخرجه ابن المنذر من حديث عطاء عنه (¬4).
¬__________
(¬1) "تفسير القرطبي" 11/ 72 - 73.
(¬2) "جمال القراء" ص 8.
(¬3) انظر: "سيرة ابن هشام" 3/ 427 - 428.
(¬4) عزاه السيوطي في "الدر" 4/ 489 لابن المنذر، وابن أبي حاتم.

الصفحة 591