كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)

كالكبش الأملح، فيوقف بين الجنة والنار فيذبح، فلو أن أحدًا مات فرحًا لمات أهل الجنة، ولو أن أحدًا مات حزنًا لمات أهل النار". ثم قال: حسن صحيح (¬1)، وأخرجه البخاري أيضًا عن أبي هريرة: الخلود (¬2)، وأخرجه ابن ماجه من هذا الوجه بلفظ "يجاء بالموت فيوقف على الصراط فيقال: يا أهل الجنة فيطلعون خائفين أن يخرجوا من مكانهم، ثم يقال: يا أهل النار فيطلعون مستبشرين فرحين أن يخرجوا من مكانهم، فيقال: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، فيؤمر به فيذبح على الصراط" (¬3).
وأخرجه الترمذي بلفظ: "وأتي بالموت مُلَبَّبًا فيوقف على السور الذي بين الجنة والنار، فيضجع فيذبح ذبحًا على السور"، ثم قال: حسن صحيح (¬4).
وقال عبد الله فيما أسند ابن مردويه في الآية، قال: ذبح الموت (¬5).
ومعنى "فيشرئبون" هو بالهمز: يرفعون رءوسهم إلى المنادي، والأملح: الذي فيه بياض كثير وسواد، قاله الكسائي. وعند ابن الأعرابي: هو الأبيض الخالص (¬6)، والحكمة في كونه أسود وأبيض فيما قاله علي بن حمزة (¬7): أن البياض من جهة الجنة والسواد من جهة النار.
¬__________
(¬1) الترمذي (2558).
(¬2) سيأتي برفم (6545).
(¬3) ابن ماجه (4327).
(¬4) الترمذي (2557).
(¬5) عزاه السيوطي في "الدر" 4/ 490 لابن أبي حاتم وابن مردويه.
(¬6) انظر: "تهذيب اللغة" 4/ 3442.
(¬7) هو أبو الحسن الكسائي.

الصفحة 595