كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)

(ص) ({لَنَنْسِفَنَّهُ} لَنَذْرِيَنَّهُ) يقال: ذرى يذرى ويذري ذروًا وذرًا أي يصيرها رملًا يسيل سيلًا، ثم يصيرها كالصوف المنفوش تطيرها الرياح.
(ص) ({يَبَساً}؛ يَابِسًا) هو قول مجاهد (¬1)، وذلك أن الله أيبس لهم الطريق حتى لم يكن فيه ماء ولا طين.
(ص) ({فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا}: حِسُّ الأَقْدَامِ) أي: إلى المحشر. والهمس: الصوت الخفي كصوت أخفاف الإبل في المشي، وعن ابن عباس وغيره: يعني: تحريك الشفاه بغير منطق (¬2). أي: فلا يجهر أحد بكلام إلا كالسر من الإشارة بالشفة وتحريك الفم من غير صوت.
(ص) ({قَاعًا} يَعْلُوهُ المَاءُ وَالصَّفْصَفُ المُسْتَوِي مِنَ الأَرْضِ) قال الفراء: القاع: ما انبسط من الأرض في السراب نصف النهار، وجمعه قيعة، ومنه قوله: {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ} [النور: 39] والصفصف: الأملس الذي لا نبات فيه (¬3)، ونحو هذا قال المفسرون. {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107)} قال ابن عباس: ليس فيها منخفض ولا مرتفع (¬4).
(ص) (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ} الحُلِيُّ الذِي اسْتَعَارُوا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) وقد أسنده أبو محمد الرازي من حديث ابن أبي نجيح عنه (¬5)، وقد سلف ذلك في أحاديث الأنبياء أيضا، وكذا قوله بعده {فقذفتها}: ألقيتها. {أَلْقَى}: صنع. {فَنَسِىَ} موسى. {أَلَّا يَرْجِعُ
¬__________
(¬1) "تفسير مجاهد" 1/ 399، ورواه أيضًا الطبري 8/ 438 (24225).
(¬2) عزاه السيوطي في "الدر" 4/ 551 لعبد بن حميد وابن المنذر، عن مجاهد، وروى الطبري 8/ 459 (24334) عن ابن عباس قال: الصوت الخفي.
(¬3) "معاني القرآن" 2/ 191، 254.
(¬4) انظر: "تفسير الطبري" 8/ 458.
(¬5) أسنده أيضًا الطبري 8/ 445 (24258) من طريق ابن أبي نجيح.

الصفحة 607