كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 22)

3 - [باب] قَوْلِهِ: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} [طه:117]
4738 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ, حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ, عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «حَاجَّ مُوسَى آدَمَ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي أَخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الْجَنَّةِ بِذَنْبِكَ وَأَشْقَيْتَهُمْ؟. قَالَ: قَالَ آدَمُ يَا مُوسَى أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلاَمِهِ, أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي أَوْ قَدَّرَهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟!». قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى». [انظر: 3409 - مسلم: 2652 - فتح: 8/ 434]
ذكر فيه حديث أبي هريرة السالف: "حاج آدم موسى".
وقوله: (فتشقى) فيه دلالة على وجوب نفقة الولد على الوالد، لإفراده بالذكر عن زوجه. وذكر البخاري الحديث المذكور كما سلف في قوله: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41)} يريد قول آدم: اصطفاك لنفسه. وذكره لحديث ابن عباس في صوم عاشوراء من هذين الحديثين لقوله فيه: أظهر الله فيه موسى على فرعون.
وقوله: ("أخرجت الناس من الجنة") فيه: إطلاق نسبة الشيء إلى من له تسبب فيه. والمراد بالجنة هنا جنة الخلد لا كما قال المعتزلة أنها بستان (¬1).
خاتمة:
روى ابن مردويه من حديث الوليد بن مسلم، عن القاسم، عن أبي أمامة (¬2) - رضي الله عنه - مرفوعًا: "إن اسم الله الأعظم لفي ثلاث سور: البقرة وآل
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير القرطبي" 1/ 258.
(¬2) ورد في هامش الأصل: حديث أبي أمامة يأتي في الدعاء.

الصفحة 615