كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 23)

الخيرة ١٤٨٠).
لكن فيه علتان:
الأُولى: الانقطاعُ؛ فابنُ سيرينَ لم يسمعْ من ابنِ عباسٍ، كما قال أحمدُ، وابنُ المدينيِّ، وغيرهما، انظر: (جامع التحصيل ٦٨٣).
وقال ابنُ حَجرٍ: "هذا إسنادٌ حسنٌ إن كان ابنُ سيرينَ سمعَ من ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما" (المطالب العالية ٤/ ٦٥٥).
قلنا: وقد تقدَّم أنه لم يسمعْ منه.
الثانية: المخالفةُ؛ فقد رواه مَعْمرٌ كما في (مُصنَّفِ عبدِ الرَّزاقِ ٥٢٩٣)، ومنصورٌ كما في (مُصنَّفِ ابنِ أبي شيبةَ ٥٠٣٧)، عن ابنِ سيرينَ مرسلًا، ليس فيه ابنُ عباسٍ، وأسانيدهما صحيحة.
ورواه إسحاقُ بنُ راهويه، كما في (المطالب العالية ٦٧٧)، عن مخلدِ بنِ الحسينِ، عن هِشامِ بنِ حَسانَ، عن ابنِ سيرينَ مرسلًا أيضًا، إلَّا أنه اقتصرَ على المرفوع منه ولم يذكر قصة عمر وعثمان، وإسنادُهُ صحيحٌ.
وفيه علةٌ ثالثةٌ أيضًا: وهي مخالفةُ متنه للمتون الصحيحة الثابتة في (الصحيحين) وغيرهما، وذلك في سؤال ابن عباس لعمر: ((أَنْتُمْ أَيُّهَا المُهَاجِرونَ الأَوَّلُونَ أَمِ النَّاسُ جَمِيعًا؟ )) وجواب عمر له بقوله: ((لَا أَدْرِي)).
قال ابنُ حَجرٍ في شرح حديث ابن عمر المتقدم: "قوله: ((كَانَ يَأْمُرُ بِالغُسْلِ)) كذا في جميع الروايات، لم يذكر المأمور إلا أن في رواية جويرية عن نافع بلفظ: ((كُنَّا نُؤْمَرُ))، وفي حديث ابن عباس عند الطحاويِّ في هذه القصة أن عمر قال له: ((لَقَدْ عَلِمَ أَنَّا أُمِرْنَا بِالغُسْلِ، قُلْتُ: أَنْتُمْ أَيُّهَا المُهَاجِرونَ الأَوَّلُونَ أَمِ النَّاسُ جَمِيعًا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي)). رواته ثقاتٌ إلا أنه

الصفحة 132