أما ذكر: (غسل الجمعة) فيه؛ فقد جاء من طرقٍ كثيرةٍ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، ولا يثبتُ منها شيء؛ وإليك بيانها:
الطريق الأول:
أخرجه أحمدُ (٨٣٨٤)، والبزارُ (٩٦٢٦)، من طريق شيبان بن عبد الرحمن.
والنسائيُّ (٢٤٢٤)، من طريق أبي حمزةَ السكريُّ، وبرقم (٢٤٢٦) من طريق أبي معاويةَ.
ثلاثتهم: عن عاصم بن بهدلة، عن الأسود بن هلال، عن أبي هريرة، به.
قال البزارُ: "ولا نعلمُ روى الأسود بن هلال، عن أبي هريرة رضي الله عنه إلا هذا الحديث".
وهذا إسنادٌ ظاهرُهُ الحسنُ؛ إلا أن في روايةِ عاصمٍ، عن الأسود بن هلال مقالًا.
قال المزيُّ: "روى عن الأسود بن هلال، وقيل: بينهما رجل" (تهذيب الكمال ١٣/ ٤٧٤).
وقد اختُلِفَ على عاصم بن بهدلة في إسناد هذا الحديث ومتنه.
فقد أخرجه النسائيُّ (٢٣٨٨، ٢٤٢٥)، من طريق أبي عوانة، عن عاصم بن بهدلة، عن رجل، عن الأسود بن هلال، عن أبي هريرة، قال: ((أَمَرَني رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَلَا أَنَامَ إِلَا عَلَى وِتْرٍ، وَصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ)).
فخالف أبو عوانة-في إسنادِ الحديثِ ومتنِهِ-روايةَ الجماعةِ عن