كتاب التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي
لنشاطه من كتبه ومقالاته وأحاديثه. ولكن الرجل كشف الآن عن اعتقاده وأصبح يقول صراحة وَعَلَنًا باللغة العامية المكتوبة بالحرف اللاتيني. وسنكتفي هنا بكلمة في كتابيه الأخيرين في الموضوع: في كتابه " محاضرات في اللهجات وأسلوب دراستها " (¬1) وفي كتابه " نحو عربية ميسرة " (¬2)، وأحسب أنه استوفى معظم آرائه في هذين الكتابين. ومع أن خلاصة الكتاب الأول موجودة في الكتاب الثاني، أو أن الكتاب الأول كله ملخص من الكتاب الثاني (¬3)، فإن الدكتور (أنيس فريحة) ينضح في كتابه الثاني بالحقد على اللغة العربية الفصحى وبالبغض لأهلها وبالتهكم على تراثها والهزؤ برجالها.
وفي ما يلي جمل مختارة من كتابه " نحو عربية ميسرة ":
- «وَلَكِنْ لاَ يَصِحُّ اِعْتِمَادَ اللُّغَةِ، كَمَا تَحَدَّرَتْ إِلَيْنَا مُدَوَّنَةً، مَصْدَرًا لِدِرَاسَةِ اللُّغَةِ فِي عُهُودِهَا السَّابِقَةِ. ذَلِكَ لأَنَّ الذِينَ اِسْتَنْبَطُوا قَوَاعِدَهَا وَضَبَطُوا أَحْكَامَهَا اِعْتَمَدُوا الشِّعْرَ الجَاهِلِيَّ أَوَّلاً ثَمَّ القُرْآنَ الكَرِيمَ مَادَّةَ لُغَوِيَّةً. وَمَتَى كَانَتْ لُغَةُ الشِّعْرِ وَلُغَةُ الأَدَبِ وَالدِّينِ مِرْآةً تَعْكِسُ لُغَةَ النَّاسِ فِي مَعَاشِهِمْ وَمَكَاسِبِهِمْ» (ص 11).