كتاب التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي

وِلاَيَةٍ غَيْرِ إِسْلاَمِيَّةٍ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَعِيشَ بِحُرِّيَّةٍ وَتُمَارِسَ مُعْتَقَدَاتِهَا الدِّينِيَّةَ تَحْتَ سَيْطَرَةٍ "إِسْلاَمِيَّةٍ بَحْتَةٍ "» (¬1).

وفي اليوم نفسه، نعم في اليوم نفسه، في 21 حزيران عام 1948، صدرت النشرة المزدوجة من محاضرات دار الندوة (¬2) فيها محاضرة للسيد (فؤاد أفرام البستاني) الموظف في وزارة التربية الوطنية بالجمهورية اللبنانية، عن مار مارون يقول فيها: «حَتَّى إذَا أَطَلَّتْ طَلاَئِعُ الصَّلِيبِيِّينَ (عَلَى لُبْنَانَ) أَمْكَنَ المَوَارِنَةُ أَنْ يَمُدُّوهُمْ بِثُلاَثِينَ أَلْفَ نَبَّالٍ، أَجْمَعَ الفَرَنْجَةُ عَلَى الإِعْجَابِ بِشَجَاعَتِهِمْ وَمَهَارَتِهِمْ .. فَالمَارُونِيَّةُ بِنْتُ لُبْنَانَ، وَلُبْنَانُ فِي الكَثِيرِ مِنْ مَزَايَاهُ وَخَصَائِصِهِ صُنْعُ المَارُونِيَّةِ .. فَلاَ وَطَنَ لَهَا سِوَاهُ وَلاَ كِيَانَ لَهُ بِدُونِهَا .. (¬3) فَهُمَا ثَابِتَانِ عَلَى كُرُورِ الأَيَّامِ، لاَ اِنْتِقاصًا مِنْ حَقِّ قَرِيبٍ وَلاَ عِدَاءَ لِجَارٍ، مُنْدَفِعَانِ وَلاَ تَهَوُّرَ، صَابِرَانِ وَلاَ يَأْسَ، رَاجِيَانِ وَلاَ غُرُورَ!» (¬4).

فمن قام، ممن يحب هذا الوطن، وقال لهذين: نحن في سبيل كفاح قومي فمن العيب أن تكتبا ما كتبتما؟ ولكن لما أحببنا نحن المُؤَلِّفَيْنِ أن ندافع عن قومنا وبلادنا وأن نقول للمصلحين: هذا ممكن الخطر! قيل لنا هذا عيب.

هنا نود أن نثبت كلمة - في هذا المعنى - ظهرت في مجلة " كل شيء " (¬5)، عصرها كاتبها من قبله ومن قلب كل مخلص في هذا الوطن. هذه الكلمة، التي تصور حالنا وحال إخواننا غدًا، هي:

كل أسبوع

الحق أننا نعيش في زمن تنقلب فيه الأوضاع أيما انقلاب، وتنعكس مفاهيم
¬__________
(¬1) مجلة " بيروت المساء "، بيروت، في 21 حزيران عام 1948، الصفحة 5، نقلاً عن مجلة Paris Soir الباريسية.
(¬2) السنة الثانية، النشرتان 5 - 6 (بيروت) 21 حزيران 1948، ص 167، 169.
(¬3) هذه النقط من أصل المحاضرة.
(¬4) كذا بالأصل. القريب: المسلم في لبنان. الجار: السوري. صابران (لبنان والمارونية): أي على الوضع الراهن. راجيان: أي لتبدل الحال ... «وهذه الجمل تحتمل من المعنى أكثر من ذلك مما لا يخفى على المتبصر في العواقب!».
(¬5) مجلة " كل شيء " (بيروت)، العدد 119، السنة الثالثة؛ الجمعة 8 تموز 1949، الصفحة الأولى. وقد ظهرت هذه الكلمة بلا توقيع.

الصفحة 28