كتاب توضيح مقاصد المصطلحات العلمية في الرسالة التدمرية

لأنهم يصفونه بصفات المعدوم بل الممتنع.
فيقولون: إنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ولا كذا فهؤلاء مع كونهم غلاة المعطلة فهم مشبهة أيضا لأنهم شبهوا له بالمعدومات بل الممتنعات هذا أول نوع من المعطلة، وسيأتي أصناف أخرى من المعطلة.
(8) (قال) شيخ الإسلام ابن تيمبة رحمه الله:
"وجعلوا هذه الصفة الأخرى فجعلوا العلم عين العالم مكابرة 1.
الشرح:
هذه حكاية مذهب آخر لنوع آخر من المعطلة الغلاة. وهذا المذهب شبيه بالمذهب الأول؛
ولكنه أخف كفر، والأول أشد كفرا.
لأن الأولين كانوا يصفون الله بالسلب المطلق..
على وجه التفصيل ولا يصفونه بالإضافات، وأما هؤلاء المعطلة فقد وصفوه بالسلب، ولكنهم وصفوه بالصفات، أي: "بالصفات الإضافية" نحو قبل كل شيء وبعد كل شيء، ونحو ذلك من الصفات التي هي صفات بالنسبة إلى شيء آخر.
فهؤلاء بسبب إثباتهم الصفات الإضافية صاروا أخف كفرا من الأولين.
ولكنهم مع هذا كله قولهم في غاية التعطيل الذي يستلزم كون
__________
1 التدمرية ص8.

الصفحة 12