كتاب توضيح مقاصد المصطلحات العلمية في الرسالة التدمرية

(15) (قال) شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:
"بل الذهن يأخذ معنى مشتركا كليا هو مسمى الإسم المطلق" 1.
الشرح:
أقول: إن الجهمية يزغمون أنه لو ثبت لله الصفات لكان مشابهاللمخلوقات.
فرد عليهم شيخ الإسلام وقال لهم:"إنه لا شك أن الله تعالى يطلق عليه أنه موجود والمخلوق يطلق عليه أنه موجود.
فكلاهما يشتركان في الوجود العام الكلي المطلق الذي لا خصوص فيه ولا تقييد.
فهذا هو معنى"الاسم المطلق" أي الاسم العام الذي لا خصوص فيه ولا تقييد فيه.
فمن هذه الناحية يشترك الله تعالى والخلق في الوجود المطلق العام.
وهذا هو القدر المشترك.
لأن كل واحد موجود، ولكن سرعان ما يزول التشبيه ويتحقق الفارق بين وجود الله تعالى وبين وجود المخلوق.
لأن"الوجود" قبل الإضافة كان له مفهوم عام مطلق غير مقيد وغير مخصص.
__________
1 التدمرية ص9.

الصفحة 18