كتاب توضيح مقاصد المصطلحات العلمية في الرسالة التدمرية

ولا شك أن نفي الوجود والعدم عن الله تعالى كجمعهما، كمن قال:"إن الله معدوم وموجود وكلاهما من أوضح الأباطيل".
(22) (قال) شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:
"ومن يقول: لا أثبت واحدا منهما" إلى آخره 1.
الشرح:
معناه أن هذا الباطني الجهمي المعطل الغلي يزعم أن نفي العلم عن الله لا يستلزم كون الله جاهلا.
لأن الإمتناع عن إثبات شيء لا يستلزم تحقق ضده في ذلك الشيء في نفس الأمر، لأن جهل الجاهل وسكوت الساكت لا يعبر عن الحقائق.
فالجواب: أن ما يقبل الحياة والموت والعلم والجهل أكمل حالا مما لا يقبل الحياة ولا الموت ولا العلم ولا الجهل فإن نفيت عن الله تعالى الحياة والعلم مثلا- فقد شبهت الله تعالى بما لا يقبل الحياة ولا العلم.
وما لايقبل الحياة ولا العلم أقرب إلى الامتناع مما يقبل تلك الصفات.
فصار هذا المعطل أعظم مشبه؛ لأنه شبه الله تعالى بالمعدومات والممتنعات.
ولهذا قال شيخ الإسلام في الرد عليهم في ص19:
__________
1 التدمرية ص20.

الصفحة 26